| نشر في يناير 15, 2020 2:24 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
رغم ضخامه الاخطار الجيوسياسيه التي تواجه الاردن من العراق وسوريا ، ورغم أن ملف الصراع العربي – الاسرائيلي قد تحول الى ملف ثانوي بالنسبه للدول العربيه ، الا أن هذا الملف بالنسبه لللاردن يبقى ملفاً رئيسياً ليس فقط بحكم قوانين الجغرافيا السياسيه ، بل بسبب كون الاطراف الدوليه ما زالت تضع الاردن استراتيجيا ضمن دائره تسويه الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، والذي شهد تغييرات جوهريه بالسنوات القليله الماضيه .
حاله الفراغ السياسي بفلسطين المحتله ، هو أخطر ما يواجه الأردن على الاطلاق ، وهذا الفراغ الذي يتعمق كل يوم لاسباب لها علاقه باستمرار الانقسام الجيوسياسي ، وبفعل رهان سلطه عباس الكامل والمطلق على نهج المفاوضات مع الكيان الصهيوني ، وكذلك بسبب غياب الحامل العربي للحاله الفلسطينيه ، وغياب أي مشروع دولي للتسويه .
سيشهد الاردن بالمرحله القادمه نمطا وشكلا جديداً من التعامل مع الشق الفلسطيني بالهويه الاردنيه اذا صح التعبير، بدءا باعاده انتاج نخب جديده، والتخلي عن الحذر الشديد من الاقتراب من الملف الفلسطيني على أعتبار أن السلطه الفلسطينيه المنبثقه عن اوسلو هي الوريث والممثل للشعب الفلسطيني ، لكن مع الفراغ المتفاقم والمتعمق سيجد الاردن نفسه مجبراً على اعاده النظر بسياسته الفلسطينيه التي استمرت منذ توقيع اتفاقيتي اوسلو ووداي عربه .
المحطه الاولى التي ستشهد تغيراً على مستوى النخب هي الانتخابات البرلمانيه القادمه ، وسوف يكون الملف الفلسطيني ومقتضياته الاردنيه حاضراً بافراز نواب جدد غير تلك الوجوه المألوفه المكرره ، وسوف يحمل هؤلاء النواب خطابا مختلفاً حول الموقف الاردني من التسويه، ومن موقع أنهم مواطنون اردنيون لهم مصالح بفلسطين المحتله ، فملفات الوضع النهائي هي ايضاً ملفات أردنيه ، ولا يمكن قبول حلها بين الولايات المتحده والكيان الصهيوني وبظل عجز فلسطيني شبه مطلق .
باقي الأزمات التي يعاني منها الاردن ، وتحديدا الأزمه الاقتصاديه هي أزمات مرتبطه بالتسويه السياسيه ، وتراجع المساعدات الخليجيه يأتي بهذا السياق ، والحصار السياسي والاقتصادي الذي تضربه الولايات المتحده وحلفاؤها العرب على الاردن ياتي بسياق الضغط على الاردن لدفعها للقبول بتصفيه الملف الفلسطيني دون عمليه تفاوضيه أو معاهدات ، وسوف يبلغ الضغط حداً سيكون الاردن مجبراً على مصارحه الشارع السياسي بعمق الأزمه وحجمها وأسبابها ، والتي من المفترض أن تفتح الباب أمام نهج جديد باداره الدوله يقوم على الشراكه والاصلاح والديمقراطيه والتخلي عن الاحتكار المطلق لاداره الدوله ، والكذب والتدليس واخفاء الحقائق والتعامل بشكل أمني مع الشان العام .
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.