يقاس مدى تقدم الدول بمستوى الخدمات التي تقدمها لمواطنيها، سواء النقل العام، أو الخدمات الطبية والصحية، أو صلاحية تصريف شبكات المياه والتصريف الصحي، وكل ما يسهل حركة المواطنيين ويوفر عليهم الوقت والجهد.
لكن في بلدنا يبدو انه لا يوجد اعتبار جدي لكل ذلك، فحدث ولا حرج عن ازمات السير الدائمة والمتواصلة، ورغم ما اقترح من حلول تمثلت في الباص السريع، وباص عمان، الا انه لم نشهد تحسنا جديا في مستوى النقل في البلاد، وفيما يتعلق بقطاع الخدمات الصحية، المشكلة أكثر تعقيدا ودائما ما نسمع عن عدم توفر الادوية في المراكز الصحية الحكومية، والاكتظاظ الدائم للمراجعين فيها وفي المستشفيات الحكومية، بالاضافة للنقص في الكادر الطبي والمعدات الطبية المتطورة.
أما ما يتعلق بشبكة تصريف المياه والصرف الصحي، فلا زالت بنيتها التحتية متهالكة، ولا تخدم تصريف مستوى عادي من الهطول المطري مقارنة مع مستويات نقرأ عنها في دول أخرى، وهذه السنة ايضا ونتيجة الهطول المطري الاخير، السيول تداهم وسط البلد وتغرق 104 من المحلات، في مشهد يتكرر كل عام، دون ان تضع امانة عمان حلولا جذرية لهذه الكوارث التي تحل على المواطنيين وتجار وسط البلد، وهناك العديد من الحوادث في اماكن متعددة من البلاد اصابها ما اصابها نتيجة غزارة الامطارالتي تتكرر بهذه المستويات كل عام تقريبا.
يسأل المواطنون أين اموال الضرائب التي يدفعونها مقابل أن يتلقوا خدمات تليق بهم، المعني بالاجابة على هذا السؤال أمانة عمان والحكومة، وعليهم توفير خدمات مناسبة ومريحة للمواطنيين في كل المجالات.