| نشر في نوفمبر 28, 2019 1:32 م | القسم: عربي ودولي | نسخة للطباعة :
ماري ناصيف –بيروت
وجهت الناشطة السياسية وعضو الحزب الشيوعي اللبناني الرسالة التالية الى رئيس اللبناني مشيل عون بمناسبة عيد الاستقلال السادس والسبعين تضمنت الرسالة عدد من القضايا ذات الصلة بالحراك الشعبي الذي تشهده هذه الايام:
“بالأمس، وعدتنا – مشكورا – بالمضي قدما من أجل تغيير أوضاعنا، غير أنك لفتت نظرنا أيضا إلى أن الملفات المتعلقة بالفساد والهدر التي قدّمتها منذ سنين لم تلق جوابا بعد، على الرغم من ملاحقتك للموضوع. فإذا كان الأمر كذلك، أعتقد أن الخيارات أمامك ليست بكثيرة؛ فإما أن تفضح المعرقلين وتأتي إلى الساحات التي تكتظ بالناس، فتجلس معنا لنبحث سوية عن طرق الخلاص، أو تترك الأمور على ما هي عليه، فيغرق الوطن بمن فيه.
أما لماذا التشاؤم بغرق الوطن، فالأمثلة على ذلك كثيرة؛ إلا أني سأكتفي بالنذر اليسير الذي نعاني منه في الآونة الأخيرة، حتى لا نفتح الدفاتر العتيقة، فيطول معها الحديث عن المعالجات التي قامت بها السلطات اللبنانية المتعاقبة منذ انهيار بنك انترا الذي أشرت إليه في حديثك الاعلامي… والذي يعود، لا إلى “مؤامرة حيكت ضده”، بل بالأساس إلى التهوّر والمجازفة بأموال صغار المودعين، وإفساح المجال من جهة ثانية أمام كبار المودعين لسحب أموالهم ونقلها إلى المصارف الأوروبية والأميركية، إلى جانب أسباب أخرى لا مجال لذكرها في هذه العجالة.
واليوم، وحتى لا نعود إلى معزوفة المؤامرة التي حيكت ضد بيدس سابقا وتحاك اليوم ضد البيادسة في صف الطغمة المالية، نود التركيز على أن ما نشهده لا يختلف كثيرا عما جرى في العام 1966، بل إننا حذّرنا منذ العام 1992 من وصولنا إلى ما وصلنا إليه ، وكلنا يذكر ماذا جرى يومها… هندسات مالية وسياسات نقدية خاطئة، وفساد مستشري مترافق مع سرقة المال العام وإهداره، والملفات كثيرة، أكثر بكثير من تلك التي تقدمت فخامتك بها. لنقل بصراحة أن عدم وجود رقابة سياسية على المصرف المركزي وعلى المصارف عموما هي التي أوصلت البلاد إلى شفير الهاوية؛ بل إن الكثير من الذين توالوا على إدارة الشأن العام منذ نهاية الحرب الأهلية استفادوا من تلك الهندسات والسياسات فجنوا الأرباح الطائلة، كما استفادوا من السلطة المعطاة لهم من أجل وضع اليد على مقدرات الدولة والحصول على أملاك وتسهيلات لم يشهد لها لبنان مثيلا من قبل.
هؤلاء قاموا بتهريب الأموال التي سرقوها من عرقنا وتعبنا، ولا يزالون… فبالأمس، وقبل استماعي إلى خطاب الاستقلال، قرأت ما كتبه أحد الخبراء الاقتصاديين الذي كان في يوم من الأيام مستشارا لأحد وزراء المالية عن أن أحد المصارف السويسرية أعاد إلى مسؤول (يعني حالي) حوالة ب300 مليون دولار وأعلمه أنه لا يستطيع قبولها. هذا، في وقت تحجب فيه أموال المودعين الصغار ويذلّون على أبواب المصارف، بينما يتفلّت الدولار من كل رقابة، فيصل سعره عند الصيارفة إلى حدود 1900 ليرة لبنانية، أي بفارق 349 ليرة عن سعره المحدد…
ولا ننسى الاشارة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية خصوصا، بحيث أصبح من لا يزيد راتبه عن الحد الأدنى، بل المتوسط أيضا، غير قادر على تأمين المأكل لعائلته، في وقت يتعمم فيه الصرف الكيفي للعمال والمستخدمين والموظفين في القطاع الخاص، بحجة أن الأشغال توقفت منذ شهر، بينما الحقيقة أن المصارف أوقفت التسهيلات المالية للمؤسسات الاقتصادية، فعمدت هي بدورها، وخاصة التجارية والسياحية منها، إلى الاستفادة من الانتفاضة لتحميلها وزر ما يجري!
وفي خضم كل ذلك، يتم التعتيم على مصير العميل عامر الفاخوري (وغيره من الذين دخلوا، خلافا له، خلسة إلى لبنان حسبما سنعنا من بعض وسائل الاعلام)… ويجري تهريبه من أمام المحكمة بحجة المرض…
فخامة الرئيس،
هذا غيض من فيض في مجال نقاش خطاب الاستقلال… ولهذه الأسباب كانت الانتفاضة التي قالت أن طفح الكيل ولم يعد بإمكاننا القبول بالموت الصامت. فهل أنكم ستفعلون شيئا قبل أن تعلن الدولة إفلاسها، بل قبل أن يموت الوطن؟”
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.