- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

الاردن وصفقة القرن / كمال مضاعين

صفقة القرن، هكذا يسمونها، رغم أن اغلب الحديث عنها ما زال بطور التكهنات، لكنهم نجحوا، اي الامريكان وحلفائهم، باختراق الحاجز النفسي للعرب وجعلهم يسلمون ببعض ما تسرب من بنودها سلفاً، فالصدمة النفسية التي احدثتها خطوة نقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة، جعلتنا نشك بأنه لن يكون هناك رفضاً عربيا على المستوى الرسمي، ان لم يكن العكس.
الموقف الاردني والموقف الفلسطيني هما الاضعف، في مواجهة السياسة الامريكية الجديدة وذلك لعدة اسباب وعوامل اهمها:
ليس فقط الافتقاد للرافعة العربية، بل أن موقف الدول العربية الاكثر تاثيراً وهما مصر والسعودية هو موقف متماهي مع الموقف الامريكي ومسهلا وداعما له على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والمصالح العليا للدولة الاردنية، فالسعودية التي وجدت بالملف الفلسطيني أحد اهم عناصر اعادة صياغة العلاقة مع الولايات المتحدة، وتاليا لحاجة داخلية لها علاقة بالازمات الداخلية والخارجية، ومصر التي يحتل فيها الاقتصاد اولوية اولى، بالاضافة الى الاعباء الاقليمية، وجدتا بالملف الفلسطيني معبراً لخدمة مصالح الولايات المتحدة مقابل الرضى والدعم الامريكي.
القادم أعظم، شهر أيار سيشهد نقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة، وعلى الأرجح أن العمليات القتالية بسوريا ستنتهي عموما، وتبدأ كل من روسيا والولايات المتحدة بخطوات تحضيرية وعلى اكثر من صعيد، بالوقت الذي يبدو فيه المحور المصري السعودي الامارتي قد قطع شوطاً بالتفاهم مع واشنطن.
الاردن يبدو منفرداً، ولا سبيل لرد القضاء الا بحالة نضالية تنصهر بها كل مكونات الدولة وعلى كل المستويات لرفض الحلول المطروحة، واعاقة حل الملفات المشتركة وعدم السماح بتجاوزها أو التآمر على تصفيتها، وهذا ممكن ولكن ليس بدون تغيير جوهري على سياسة الدولة، يبدأ بالشراكة وباعادة صلاحيات مؤسسات الدولة وفق الدستور، ووقف اختطاف دورها، والاصرار على احتكار الحياة السياسية.