| نشر في ديسمبر 6, 2017 12:52 م | القسم: شؤون محلية | نسخة للطباعة :
الاهالي – وسط حضور كثيف ومهيب, أقيم حفل تأبين للرفيق المناضل الكبير عارف الزغول في المقرّ المركزي لحزب الشعب الديمقراطي الاردني الأردني «حشد» في عمان, وذلك بمشاركة عدد واسع من ممثلي الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية, وبحضور أسرته وعدد من أهله وأصدقائه.
وكان الحزب قد أعدّ لهذا الحفل بمناسبة مرور اربعين يوماً على رحيل الرفيق عارف: عضو المكتب السياسي – السابق – للحزب, ومسؤول منظمات اربد والاغوار فيه, وقبل ذلك هناك تاريخ حافل للرفيق وهو معتقل في السجون مدة ستة عشر عاماً إثر مشاركته في عدد من العمليات العسكرية ضد العدوّ الصهيوني خلال التحاقه بالجيش العربي الاردني.
وفي القاعة المزدحمة بدفء الحضور قدم للحفل الرفيق امجد النسور: عضو المكتب السياسي للحزب قائلاً:
« يستحق المناضلون الاشداء مثل الرفيق عارف الزغول أن نحتفي بهم تكريماً واعتزازاً وإعلاءً لقيم المقاومة ضد الاحتلال وضد كل اشكال القهر والظلم, مؤكدين في هذه المناسبة الجليلة على شعورنا بالفخر تجاه جميع الشهداء وجميع المناضلين الأوفياء في الحركتين الوطنيتين الاردنية والفلسطينية«.
بعد ذلك عرض فيلم قصير, كان قد أعده أبناءه منيف وأوميد وخالد حيث تم استعراض سيرة حياته بتكثيف واختصار قبل دخوله المعتقل واثناء وجوده في السجن ثم بعد خروجه من السجن عام 1991م.
كلمة ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية قدمها الرفيق فؤاد دبور الامين العام لحزب البعث العربي التقدمي, والناطق الاعلامي للأتلاف لهذه الدورة:
« عرفته مناضلا مخلصا لقضايا شعبه وامته، عرفته عندما كان مسؤولاً لمكتب حزب الشعب الديمقراطي «حشد» في اربد، زرته هناك، يستقبلك باشا والابتسامة تعلو أسارير وجهه، يجعلك فعلا تحترمه لشخصه مثلما تحترم تاريخه النضالي.
حيث اقترن مساره النضالي مع سلوكه الاخلاقي وشهامته وكرم الضيافة، عانى كثيرا، في المعتقلات وخارجها، لم يلن، ولم يتراجع عن مبادئه التي ناضل من اجل تحقيقها خاصة وانها تخدم الشعب والوطن والامة.
رحمك الله يا عارف، واكثر من المناضلين امثالك سواءً أكان عند حزب الشعب الديمقراطي «حشد» ام الاحزاب المناضلة الاخرى، وكذلك المناضلين الوطنيين المخلصين لوطنهم وامتهم.
مرة اخرى رحمك الله يا رفيق عارف، لقد صمدت وواجهت السجانيين بعزيمة النضال وقوة المبادئ التي ناضلت من اجل تحقيقها لتقدم شعبك وامتك، لكن وياللأسف لم تصمد طويلا امام المرض الذي استطاع ان يضع حدا لحياتك، ولكنه لم يستطع ان يضع حدا لتاريخك النضالي المشرف.
نم قرير العين، رفاقك في حزب الشعب الديمقراطي «حشد» على طريق النضال ماضون «
ثم قدمت الرفيقة عبلة ابو علبة الامين الاول لحزب الشعب الديمقراطي الاردني « حشد « كلمة الحزب قالت فيها:
« نحتفي بذكرى الرفيق المناضل عارف الزغول, كما نحتفي بذكرى وجهود جميع المناضلين, شهداء أو راحلين عنا.
فقد ارتبط اسم عارف الزغول مع الجيل الذي صنع مجداً لا ينُسى وحضوراً وطنيا للقضية الوطنية الفلسطينية رغماً عن المعتدين, عارف الزغول ورفاقه وجميع المناضلين في الحركتين الوطنيتين الاردنية والفلسطينية, هم الذين سيجعلون من استهداف ثقافة وفعل المقاومة أمراً عصيّاً على الاعداء..
عارف الزغول هو ابن الحركة الوطنية الاردنية التي لا يعرف الجيل الحالي عنها الاّ النزر اليسير, ولم يسمع هذا الجيل روايتها التاريخية في المناهج الدراسية, والحكايات التي يجب أن تروى عن الآباء والاجداد ي سبيل القضية الوطنية الفلسطينية, ومن اجل اردن وطني ديمقراطي «.
كلمة الحركة الوطنية الفلسطينية قدمها الرفيق نهاد ابوغوش عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الذي حضر خصيصاً من الضفة الغربية لهذه المناسبة. والرفيق نهاد, تربطه علاقة صداقة مع الرفيق الراحل اثناء وجودهما معاً في السجن, حيث قضى عشر سنوات:
« لا أتصوره إلا كما هو …. وكما عرفته مع آلاف المناضلين .. مبتسما وكأنه يهزأ بعذابات السجن، ومرارة الحياة، لكن عينيه تلتمعان ببريق مميّز، وتشعّان بحنان دافىء فيبعث الثقة والاطمئنان والأمل فيمن يحيطون به
من اي شيء قُدّ هذا الرجل؟ أمن جبال جلعاد وصخور عجلون استمد شموخه وصلابته؟
أم من مياه راحوب اكتسب رقته وسلاسته؟
وهو الطيّب القلب.. الغني النفس.. المعطاء كسهول حوران وتراب الأغوار
أم أن سحابة تشكلت فوق البحر الأبيض المتوسط، وعبرت فلسطين من بحرها إلى نهرها فأمطرت لتسقي قلبا فتيا مشرعا لحب البلاد التي يراها كلما نظر إلى مغرب الشمس، ومصدر الرياح المحملة بالخير والوعود، بلاد ورث حبها من حكايات الأجداد وأغاني الجنود العائدين من باب الواد وسهول جنين.
هكذا كان عارف الزغول ( أبو النوف) ، وهكذا تشكّلت هويته الوطنية والإنسانية، محصّلة لانتمائه للأردن وأرضه وناسه وخاصة فقراءه، وحب فلسطين البعيدة في حسابات السياسة منذ سايكس بيكو والنكبة والنكسة، القريبة في نبضات القلب ولغة الوجدان.
اختصر عارف المسافات، واختزل الكلام عن التداخل والتمايز وخصوصية العلاقة بين الشعبين الشقيقين، فانحاز إلى قلبه وقرر أن يصبح فدائيا مهما كلّف الأمر، وقد كان الأمر باهظ التكاليف في ذلك الزمن العرفي الغابر.
جسّد عارف في شخصه وسلوكه وسجاياه ما يمكن أن نسميه «السهل الممتنع» فقد كان بسيطا كعشاء الفقراء كما قال شاعرنا محمود درويش عن صديقه راشد حسين، عفويا في خياراته وقراراته وانحيازه المبدئي للإنسان، لكنه ايضا كان عميقا كفيلسوف، واثقا من حتمية الانتصار.
لم ينل حظه من التعليم النظامي، لكنه عوّض ذلك بكفاءة عالية إذ كان شغوفا بالمعرفة يلتمسها أنّى توفّرت، في الكتب والحوارات وتجارب الآخرين، وكان على الرغم من قسوة الظروف قادرا على أن يبلور لنفسه رؤية تقدمية حضارية، كان عميق الانتماء لحزبه ورفاقه وفي الوقت نفسه وحدويا يؤمن بالقواسم المشتركة مع من يختلفون معه، يحرص على التعلم كل يوم، وينثر علمه وتجربته الغنية دون ادّعاء، لا أذكر أنه شكا يوما أو تبرّم، أو تخاصم مع رفيق أو زميل.
وفي سياق الحديث عما تعلمناه من عارف أود أن اشير سريعا إلى مثالين: لم ينس عارف يوما أن صغار الجنود والضباط والحراس هم أبناء شعبه، كان يفيض تعاطفا معهم دون أن يتنازل عن مبادئه وموقعه قيد انملة، مع أنهم كانوا يقيّدونه وينفذون الأوامر التعسفية كان الأمر يبدو وكأنه سوء تفاهم بينه ( وبالأحرى بيننا) وبينهم، والمثال الثاني في ما كان يمثله عارف من مرجعية دائمة للصمود والثبات والقوة، في السجن كانت تعترينا كثيرا نوبات من الأزمات والاكتئاب والقلق أو الشعور بالضعف، وكان يكفي الواحد منا أن ينظر إلى أبو النوف ليستعيد ثقته في نفسه وخياره الثوري.
وأعدك، أمام الرفاق والرفيقات، ألا ننساك ما حيينا، وأن نذكّر أبناءنا وأجيالنا الناشئة أن ثرى الأردن الطاهر يحتضن من احب فلسطين واخلص لها حتى آخر يوم في حياته، وأعدك ايضا أننا سنزرع باسمك شجرة زيتون، لقد أعددنا العدة لذلك واتفقنا مع الرفيقة ماجدة المصري والرفيق محمد سلامة
نم قرير العين يا عارف…. عليك الرحمة …. ولك المجد والخلود
قدم د. رفعت الزغول كلمة باسم أهل الرفيق الراحل, عبر فيها عن اعتزازه بالنضالات التي خاضها الشعب الاردني واهالي عجلون وعنجره لصالح القضية الوطنية الفلسطينية. خصوصاً اثناء الثورات الفلسطينية الأولى في اوائل القرن العشرين:
« أخي ابا النوف الساكن في قلوبنا… عطوفة أمين عام حزب الشعب الديمقراطي الاردني / حشد… الاخوة والاخوات…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسرني ان ارحب بكم اجمل ترحيب في حفل تأبين المرحوم عارف الزغول، لقد شرفني اهلي وعشيرتي ان اتحدث باسمهم لنستذكر اخينا المرحوم عارف الزغول ولست بأفصحهم ولا أفضلهم ولكني اعتذر سلفا خشية ان لا يسعفني لساني بالوفاء للمرحوم الذي كنا ولا زلنا نكنّ له كل الاحترام والتقدير فهو فوق كلماتي المتعثرة الحزينة لفقدانه.
المرحوم عارف الزغول ابن الاردن وابن الوطن العربي وقد ولد ونشأ في قرية عنجرة التي تقع على مرمى حجر من القدس وفلسطين وكانت عيونه تتكحل كل يوم برؤية مآذن القدس وقلعة عجلون قلعة صلاح الدين الايوبي قلعة التحرير والثورة.
المرحوم عارف الزغول قامة عجلونية شامخة تطاول جبالها الشاهقة، استمد قوته من قوة صخورها التي لا تلين واخلاقه الطيبة لخضرة اشجارها وعطاءؤه كمياهها المتدفقة من عيونها التي تتجاوز الخمسين عينا. ونقاؤه كثلوجها التي تتكئ على اسطح المنازل واغصان الشجر لتغسل الارض وتزيل كل ما علق بها.
المرحوم عارف الزغول من قرية هي مثال للصمود والتضحية من اجل فلسطين فقد تشرف الكثير من ابنائها بنيل الشهادة في سبيل الله والحفاظ على ثرى فلسطين وتحريرها، ولقد كانت مصدرا وممرا مهما لايصال السلاح الى فلسطين وبعد ثورة عام 1936 قام اهالي عنجرة بتشكيل فصيل للاشتراك بالثورة وعددهم ثلاثة عشر رجلا ومنهم كان الشهيد احمد حسن السيوف الذي فر من سجن عكا واستشهد خلال احدى معارك الثورة ضد الانجليز المغتصبين حيث تم قصفه وزملائه في غابات برقش ليلتحق بركب الشهداء وتم دفنه في بلدة كفر الما القريبة من غابات برقش / لواء الكورة. وفي حرب عام 1948 استشهد عدد آخر من ابناء قرية عنجرة. اما في حرب حزيران عام 1967 فقد كانت خسارتنا كبيرة وذلك لفقدان اكثر من عشرة شهداء كان فيهم الشهيد الطيار الرائد الركن فراس العجلوني. وبقيت قرية عنجرة تعطي فلسطين الشهيد تلو الشهيد في حرب الاستنزاف ومعركة الكرامة.
امتلك عقول وقلوب كل من عرفه وتعامل معه من أهل وأقارب وأصدقاء ورفاق سلاح، كيف لا وقد ترك لنا ثلة من الابناء الذين حملوا إرث المرحوم بكل أمانة واخلاص وزوجة وفيّة قامت على تربيتهم أحسن تربية جزاها الله كل خير وأمدّ الله في عمرها.، وألبسها ثوب الصحة والعافية.
وأخيرا رحم الله الفقيد وأسكنه جنات الخلد، متقدما بأسمى آيات الشكر والعرفان للقائمين على حفل تأبين المرحوم متمنيا لهم دوام الصحة والعافية وأخص بالشكر السيدة عبلة ابو علبة امين عام الحزب وزملائها الرفاق الكرام «.
كلمة اصدقاء الفقيد الراحل قدمها الاستاذ سلمان نقرش, الذي قضى بدوره عشر سنوات في السجون: زميلاً للرفيق عارف وللمناضلين الآخرين, وخرج بعدها معززاً مكرماً:
باسمكم جميعا يا من اجتمعتم تستذكرون رمزا من رموز الحرية لشعبنا وبلدنا.
انتم يا اصدقاء عارف ورفاق عارف واسرة عارف.
ولك انت يا من تغفو على كتف جبل عجلون قبالة قلعة التاريخ التي اخذت من جسدك وروحك حجرا يسندها في مواجهة الريح العاتية.
لك المجد يا روحا قدّت من سنديان الجبل الأشم، ولنا نحن الصابرون، جلجلات ضحكاتك التي يرددها المدى سلوى ما تبقى من أيامنا.
أيا عارف… أيا حبيب.. يا من عشت معك يوما طويلا امتد سنوات وسنوات، نرقب سويا اطلالة شفق الفجر الآتي.. عابق بالحرية والياسمين والندى.
كنا نعرف يا عارف ان ارضنا العربية ذات تربة مالحة بسبب الخرافات والاساطير والجروح النرجسية الاقليمية والدينية والامية والفقر والذل والعبودية للسلطان… وان بذرة الحرية تحتاج عمليات استصلاح طويلة الأمد لتكون ارضا صالحة لاستنبات تلك البذرة الطيبة..!.
كنا نعرف يا «عارف» ان مجتمعنا قبلي، سماته الأساسية تستبعد حرية العقيدة والرأي والتعبير والانتماء الوطني، مثلما تستبعد حرية المرأة وتتجاهل حرية الفكر وتقصي الحرية السياسية، وتفرض ولاء واحدا موحدا للقائد الملهم ولزعيم القبيلة ولشيخ الطريقة…!.
لقد غادرتنا يا «ابا منيف» وقومك العرب منهكون متعبون: فمنهم من أتعبتهم الثورة وآخرون أتعبتهم الثروة، وكلتاهما صورة للنمطية الاستهلاكية، ليس بمعناها الاقتصادي، وانما باعتبارها استنزافا لكل شيء: القيم، الحياة والاجيال الجديدة، والأهم استهلاك الكرامة الوطنية والقومية، وكرامة الانسان المبتلى في العيش في صحراء لا تنبت سوى الشيوخ والمشايخ والجنرالات.
وعلى الرغم من كل هذا الزمن العربي الذي يدور حول نفسه… ستبقى يا عارف… يا وجع الروح وصدى نداءات الحرية التي نسترجعها في البال العتم ووهن العزيمة… وستبقى الحرية هي لعبتنا… ومتعتنا… وتأرجحنا.
بين شرطي يسوقنا للسجن
وشيخ يسوقنا للآخرة
أيا «عارف»… با «ابا منيف» يا ابنوسة جيلنا، سلم لنا على الخالدين ممن سبقونا هؤلاء من جعلوا من مهمة عيشنا من بعدهم أكثر يسرا.
واودعك بكلمات خطّها راحل قبلك واعني ذاك الفتى البدوي الحبيب «حبيب الزيودي»:
واغفى… وما كان في عمره
واليا او وليا
ولكنه عاش في نبض هذا التراب
على جوعه اردنيا
وأسلم روحه اردنيا
سلام على وجهه حين مات
سلام على روحه حين يبعث… حيا.
السيدة هدى المستريحي التي شاركت الرفيق عارف نضاله في سنواته الاولى, قدمت كلمة في الحفل قائلة:
« أبدا حديثي فاقول ايها المسافر في الوجع… انت حي فينا
ايها الساكن داراً خيراً من دارنا
هل يحق لنا ان نرثيك وانت أكبر من كل الكلمات
اي لسان يوفيك حقك. وانت المناضل المضحي المعطاء الصلب اي عبق هذا الذي منك قد فاح
ابيت دائما الا مكاناً فوق النجوم
الرفيق ابو النوف بطولتك شجاعتك اقدامك إيثارك صبرك هدوؤك كلها ترثيك الف مرة
اقسمت انك اقوى من زمانك..
واعظم منا جميعا..
اتذكرك بطلاً مقداماً.. رفضت اوسلو بكل تفاصيله
كنت ضد الحرب الكونية على سوريا الحبيبة
كنت ضد الحرب الظالمة على اليمن والعراق وليبيا
اتذكرك بطلاً صلباً ومحباً لوطنك وشعبك وامتك
عشت صامتاً ورحلت صامتاً.. لم تفصح عن سنوات السجن الطويلة ولا عن حكم الاعدام. وتخفيضه لمؤبد لتخرج بعد (16) سنة قضيتهم ما بين السجن العسكري والمحطة وسجن اربد وسجن الجفر الصحراوي وسجن الجويدة.
لم تشرح عن عذاباتك بالسجون ولا التهم التي وجهت اليك
ولا عذاب الزنازين بالمخابرات الاردنية
هذا الثمن دفعته لانك كنت تؤمن بأنك تناضل لقضية عادلة هي قضية فلسطين
فارفع جبينك فوق اشعة الشمس.. ايها المناضل الصلب انت ما زلت حياً لم ترحل وان واريناك التراب
فصبحك ينبت الف صبح.
انت في ضمير الاحرار والابطال
حي في ضمير التاريخ الذي صنعته
وأخيراً ألقى منيف عارف الزغول كلمة العائلة, وهو الابن الاكبر للرفيق الراحل, « وسط ترحيب وتأثر « الحاضرين:
رسالة الى ابو النوف ( المناضل والأب )
تحية إشتياق طيبة من زوجتك غادة, ابنتك مها, وأبناءك خالد أوميد ومنيف!
نحدثك اليوم يا ابتي بعد قرابة الخمسين يوما على فراقك فيما بيننا وبين من احبوك وعاشروك. لا تقلق يا ابي, وارقد بسلام, فمجلسك ما زال محفوظاً يفوح براحة ذكرياتك وتاريخك المشرف والخالد الذين تركتهما في هذه الدنيا لنا نرويها ونسطرها للأخرين.
ذكرياتك وتاريخك النضالي, هما الأرث الأغنى والأشرف لنتناقله نحن (زوجتك وابناءك) بأنك مقاوم ومناضل ومحب للحياة.
نشكرك يا ابتي على ما غرست فينا من قيم ومبادىء إنسانية لتكن نشأتنا مبنية على أسس الحرية, الحق, الحب وإحترام الأخر. وعلى ما عززت بنا من أهمية القضايا الإنسانية وحريات الشعوب والمساواة والعدل, وعلى رأسهم القضية الفلسطينية.
ما زلنا نذكر يا ابتي إصرارك وحثك على مشاركتنا في المحافل والحشود الوطنية, بالرغم من صغر سننا والعقبات التي كانت تواجهنا جميعا في الميادين! كل ذلك ما هو الا تفسير واضح لحبك وفدائك للوطن والأمة والقضية الأم «القضية الفلسطينية», وما هو الا تأكيد لرفضك الأزلي للهيمنات الخارجية الذليلة على وطننا العربي.
اسمح لي يا ابتي ان اروي في هذا اليوم الحديث الذي دار بينك وبين اصدقائك, على امل ان يتحقق يوما حلمكم الجميل: ( تمت تلاوة فقرة من مذكرات الرفيق عارف )
في ختام حديثي, امل يا ابتي ان تكون هنيئا في ما انت فيه الأن, راضيا عما تركت لنا في هذه الحياة التي نعيشها في ايامنا هذه. وامل ايضا ان كفاحك المرموق والمشرف انت ورفاقك لن يذهب يوما ما سدى جراء افعال من وصفتهم بأنهم يدعون انفسهم بانهم الأمناء على مفاتيح تلك الطموحات, ولكن اعلم يا ابتي بأن المناضلين لا يموتون بل يخلدون في التاريخ. زوجتك وابناءك المخلصين لك دوما وشكرا
هذا واختتم الحفل بنشيد موطني وبفيض من مشاعر المحبة والوفاء من الحضور للمناضل الكبير, ولكل القيم الثورية التي كافح من اجلها.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.