| نشر في أكتوبر 18, 2017 10:48 ص | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية جيدة ومطلوبة بمطلق الاحوال، ومع أن الجميع يعي ويدرك لماذا تحققت الآن، الا أنها خطوة جيدة في كل أوان.
ثمة مبالغة بتحميل دوافع واسباب المصالحة أكثر مما تحتمل، ومنها أنها تأتي بسياق (صفقة القرن) التي يقولون أن الرئيس الامريكي سيطرحها لاحقاً، وتسربت مسودة صفقة القرن من أكثر من جهة غير رسمية.
ليس هناك صفقة قرن بموضوع الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، فهذا ينافي المنطق، لأنه، وببساطة، لا يمكن طرح صفقة متكاملة قبل بدء التسوية الاقليمية الكبرى، فالعملية السياسية التي ستتلو الأزمة السورية لم تبدأ بعد، وكذلك الملفات التي تعني روسيا وامريكا، وفي مقدمتها مستقبل العراق، والوجود الايراني بسوريا، ومستقبل سوريا ايضاً، وهذا لا يحُل فرادا بل بتسويه اقليمية – دولية شاملة، يكون الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومرتبطا بها عضويا.
المصالحة الفلسطينية حان أوانها، لاسباب عدة، افلاس السلطة الفلسطينية من مسرب التفاوض مع اسرائيل، ناهيك عن اهتراء شرعيتها السياسية، أما حماس، فبالاضافة للافلاس المادي والعجز عن دفع الرواتب، فأن المشروع الاسلامي الذي دعمته قطر وتركيا قد سقط، ولم يعد لها إلا المصالحة سبيلا للخروج من حالة العجز.
ترافقت هذه الاسباب مع ظروف اقليمية جديدة، وحاجة مصرية لاعادة صياغة الوضع السياسي الفلسطيني، اولا للامساك بالورقة الفلسطينية على الساحتين الدولية والاقليمية، وثانيا لمحاربة الارهاب بسيناء والذي يتنفس من قطاع غزة بدعم تركي – قطري، واسباب ثانوية اخرى لا أهمية للوقوف عليها، وتتعلق بالادارة البدائية والمتخلفة لامارة غزة وكيف اوصلت الناس الى هذا الوضع المأساوي.
المصالحة خطوة هامة لخلق مناخات للحلول التي ستطرح لاحقا، والتي تتطلب تمثيلا فلسطينيا موحدا، فالبنية السياسية الفلسطينية القائمة بظل الانقسام ليست مؤهلة سياسيا وبنيويا وديمقراطيا لقيادة الشعب الفلسطيني، مع المصالحة ستكون الظروف مهيأه لاجراء انتخابات وتجديد الشرعية السياسية، وكذلك لترميم الدمار الذي الحقه الانقسام بقضية الشعب الفلسطيني.
لا عودة للوراء، ولا عودة للحلول التي كانت مطروحة منذ اوسلو، فهناك وضع دولي جديد وقوي، وهناك تسوية اقليمية شاملة لن يكون الملف الفلسطيني هو الملف المركزي بها، وكذلك، تراجعت أهمية الكيان الصهيوني الى حدود لم يكن أحد يتخيلها، وليس لها أفضلية عند أحد سوى بملف الامن.
نحن حقاً أمام خيار جديد، والتحدي الاول فيه هو أن يتمكن الكيان السياسي الفلسطيني من إعادة تأهيل نفسه، على أسس ديمقراطية، تليق بالشعب الفلسطيني الذي ضحى وتحمل كل وزر واخطاء قياداته السياسية.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.