| نشر في سبتمبر 13, 2017 10:45 ص | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
الاهالي – تصاعدت أزمة الروهينجا في وسائل الاعلام على حين غرة، مما يجعلنا ندقق بهدوء وحذر شديدين خلفيات وابعاد هذه الازمة السياسية والانسانية. نؤكد في هذا المجال على الموقف المبدئي الذي لا تطاله شكوك برفض مطلق لأي سياسات عنصرية ضد أية أقليات دينية او عرقية كما نرفض ايضا توظيف الدين في خدمة الاغراض السياسية المشبوهة. في الايام القليلة الماضية، كان هناك طغيان اعلامي للدفاع عن الاقلية المسلمة في بورما، دون ان يخجل اصحاب وسائل الاعلام من تواطئهم مع ما يجري ضد شعب اليمن مثلا والتاريخ حافل بالاستشهادات والامثلة من وطننا العربي الكبير.
البحث عن الحقائق وموضوعية المواقف تدفعنا للاطلاع الأوسع على هذه المشكلة من زواياها الصراعية المختلفة، بما في ذلك حدة التنافس الدولي بين الاقطاب العالمية. هذا لا يعني انكارا للاضطهاد الذي تعانيه الاقلية المسلمة في الروهينجا ، « اذا ما صحت الاخبار الواردة عبر وسائل الاعلام» ، ولكن المبالغة فيها وتوظيفها السياسي هو ما يجب الوقوف عنده بجدية تقتضيها الموضوعية والحكمة السياسية.
يقول الكاتب حمد عبد العزيز في مقالة طويلة حول هذا الموضوع :-
«يتم إشعال أزمة ما يسمى بمسلمي الروهينجا لحساب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إستغلالاً لمشكلة تخص سكان ولاية آراكان البورمية المجاورة لحدود بنجلاديش وهي مشكلة لها تعقيداتها المحلية شأن كل مشاكل الإثنيات التي لاعلاج لها سوى الانخراط في قوى وتيارات الحداثة والمدنية المتنوعة والنضال ضد كافة أشكال التطرف الطائفي أو العرقي.
فالأزمة دائماً ماتكون أزمة مجتمعية تحل بالمساهمة في تطور المجتمعات لا بتشكيل مجتمعات وكانتونات وميليشيات طائفية أو بخلق مظلوميات ذات طابع يدعم نشاط هذه الكيانات وسعيها المحموم نحو تفكيك المجتمعات والدول وتأجيج صراعات تنتهي بمآس وكوارث إنسانية لا تربح منها سوي قوى الهيمنة الإستغلال.
أما حالة البكاء والعويل الدولي التي تتصاعد تعاطفاً مع مسلمي الروهينجا فمع كامل الإحترام لذوي النوايا الحسنة فهناك قوى دولية لها مصلحة في خلق قضية اضطهاد ديني تخلق مناخات جديدة للمزيد من الصراعات الطائفية والمذهبية بعد تهاوي عصابات الفاشية المسلحة في سوريا والعراق واقتراب اندحارها في ليبيا وشمال أفريقيا.»
كذلك فالأهم أن محطة الروهينجا الجديدة تشكل موضعاً جغرافياً ومدخلاً استراتيجياً في منتهي الأهمية لقوى الهيمنة الأمريكية قد ينقل الصراعات وينقل معها إمكانية وضع الأقدام العسكرية والمخابراتية وربما القواعد العسكرية والمزيد من العملاء في بقعة سحرية من العالم تجاور التنين الصيني العملاق من ناحية الجنوب الغربي للصين الذي يعني الشمال الشرقي لدولة بورما أو ميانمار.
الهدف هذه المرة هو الصين مباشرة.
ذلك لأن الإستراتيجية الاستعمارية الأمريكية أدركت أن العملاق الصيني قد أصبح هو الخطر الرئيس علي مستقبل الحلم الإمبراطوري الأمريكي الذي أطلقه جيفرسون الرئيس الأمريكي الثالث في القرن التاسع عشر.
الصين وفقاً لمعدلات النمو الحالية هي صاحبة أقوى اقتصاد في العالم وإذا ما أضيف ذلك إلى عناصر القوة الأخرى التي يتمتع بها العملاق الصيني سواء من حيث القدرة العسكرية والجيوسياسية.
كذلك ما تشارك الصين في تأسيسه من تكتلات ومؤسسات اقتصادية في طريقها للإطاحة بمؤسسات بريتون وودز التي كرست الهيمنة الدولارية علي العالم ، وعزم العملاق الصيني علي إحياء طريق الحرير كممر جديد للتجارة العالمية وبما يحمل من مقومات نظام اقتصادي عالمي جديد ربما يحمل في طياته إمكانات التحلل من قيود التبعية للهيمنة الاستعمارية الأمريكية بالنسبة للعديد من دول وشعوب العالم.
وهكذا كان علي “أرشميدس” الإستراتيجية الأمريكية أن يتقافز صائحاً مخرجاً مالديه في الجراب صارخاً:
إنها ريمة وعاداتها القديمة!
طبعاً لسنا ضد حقوق مسلمي الروهينجا ولا مسلمي أفغانستان ولا مسلمي سوريا، ناهيك عن مسلمي اليمن الذين يموتون بالكوليرا ولا يسأل عنهم أحد لأنهم يموتون بفضل تلك الحرب التي أشعلها بينهم وضدهم إخوانهم حملة رايات الإسلام في عالم ازدوجت فيه المعايير واختلطت برائحة النفط وفوائضه التي تلمع أوراقها في البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية والأوروبية.
ولكننا ضد هذه التجارة الدينية التي راجت علي مدى قرنين بين شعوب الشرق وأدت إلي تسهيل مهمة المراكز الاستعمارية وعملائها – علي تنوعهم – في توظيف تلك التجارة في إحكام الهيمنة علي مصائر تلك الشعوب وإبقائها تحت أسقف التخلف والجهل والاستبداد والتبعية.
يونيو 22, 2022 0
يونيو 22, 2022 0
يونيو 22, 2022 0
يونيو 22, 2022 0
يونيو 08, 2022 0
مايو 25, 2022 0