| نشر في مايو 10, 2017 11:33 ص | القسم: شؤون فلسطينية | نسخة للطباعة :
الشهيد عمر القاسم مانديلا _ فلسطين#
مَن لَم يَعرف عمر القاسم (عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، لا يعرف الحركة الوطنية الأسيرة … فهو علم من أعلامها ورمزٌ من رموزها، وأحد بُناتها الأساسيين وكان على الدوام عماداً أساسياً من أعمدتها الراسخة … فكان في حياته قائداً فذاً، ومناضلاً شرساً، وأسيراً شامخاً، ونموذجاً رائعاً، وفي مماته شهيداً خالداً و قنديلاً لن ينطفئ نوره .
نعم هذا هو عمر القاسم لمن لا يعرفه، بل يعجز القلم عن وصف خصاله وتجف الكلمات حينما تسرد سيرته، وتنحني القامات تقديراً حينما تتحدث عن بطولاته ومواقفه
إنه عمر محمود القاسم من مواليد حارة السعدية في القدس القديمة سنة 1940، و تعلم ودرس في مدارس القدس، فدرس الابتدائية في المدرسة العمرية القريبة من المسجد الأقصى، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية عام 1958 في المدرسة الرشيدية الثانوية عمل مدرساً في مدارس القدس، ولم يكتفِ بذلك بل واصل تعليمه والتحق بالانتساب بجامعه دمشق وحصل منها على ليسانس في الأدب الانجليزي .
ألتحق شهيدنا بحركة القوميين العرب في مطلع شبابه وكان مثقفاً ونشطاً وفعالاً ومؤثراً بذات الوقت، وسافر إلى خارج الوطن والتحق بمعسكرات الثورة الفلسطينية وحصل على العديد من الدورات العسكرية، وبتاريخ 28-10-1968م قرر العودة إلى أرض الوطن وبعد اجتيازه لنهر الأردن وهو على رأس
مجموعة فدائية من الكوادر كان هدفها التمركز في رام الله، لكنها اصطدمت بطريقها بكمين إسرائيلي قرب قرية كفر مالك، ولم تستسلم المجموعة وقررت القتال رغم عدم تكافؤ المعركة ولكن وبعد نفاذ الذخيرة تمكنت قوات الاحتلال من أسر المجموعة وقائدها عمر، وأخضع هو ومجموعته لتعذيب قاسي جداً، ومن ثم أصدرت المحكمة العسكرية على الشهيد حكماً بالسجن المؤبد، وزج به في غياهب السجون وفي الغرف الإسمنتية وتنقل خلال فترة اعتقاله الطويلة بين العديد من السجون وأقسامها وغرفها .
نعم القاسم هو القاسم المشترك ما بين الأطياف السياسية للحركة الوطنية الأسيرة، وبعد عملية تبادل الأسرى عام 1985م بين الجبهة الشعبية القيادة العامة وإسرائيل والتي لم يفرج في إطارها عن ” القاسم”، تعرضت الحركة الأسيرة في كافة السجون لهجمة شرسة من قبل إدارة السجون لسحب إنجازاتها ومكاسبها وكسر شوكتها وإذلالها، إلاّ أن القاسم بتجربته الغنية وشجاعته وصمود زملاءه وإصرارهم كان لهم رأي آخر فتصدوا وبحزم وببسالة لذلك من أجل تثبيت تلك المكاسب والتي تحققت بفعل دماء وآلام الأسرى، وقد كان للقاسم دورٌ قياديٌ مميزٌ في ذلك .
ومن مواقفه البطولية عندما قامت مجموعة مسلحة تابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بتنفيذ عملية “معالوت” في الجليل واحتلال مبنى ورهائن، استدعت إدارة السجن الشهيد “عمر القاسم” ومعه الشهيد ” أنيس دولة ” وأخذوهما على متن طائرة مروحية الى مكان العملية وساوموه وطلبوا منه أن يتحدث للفدائيين لتسليم أنفسهم وإطلاق سراح الرهائن، فكانت البطولة والتضحية في سبيل القضية والمبادئ عندما امسك شهيدنا الميكروفون مخاطبا رفاقه الابطال وقال جملته الشهيرة ” أيها الرفاق ..أنا عمر القاسم ..نفذوا ما جئتم من اجله فعدوكم غدار” وفور انتهاء هذه الكلمات القليلة لبى رفاقه النداء وأشعلوا الارض والسماء نارا عندما قاموا بتفجير الكلية العسكرية لتحلق اراوحهم شهداء في سماء فلسطين
وانهال جنود الموت على رفيقنا عمر القاسم بالضرب باعقاب البنادق واعادوه الى الزنزانة الانفرادية .
عانى القاسم خلال مسيرة حياته خلف القضبان على مدار واحد وعشرين عاماً العديد من الأمراض في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون حتى كان الموعد مع الشهادة في الرابع من حزيران (يونيو) عام 1989م حينما توقف قلبه عن الخفقات، فيما شارك في تشييع جثمانه الآلاف من جماهير شعبنا وقياداته السياسية ودفن في مقبرة الأسباط في مدينة القدس، كما أقيمت للشهيد مسيرات وجنازات رمزية ومظاهرات عمت أرجاء الوطن وفي العديد من الأقطار العربية. حسب تقرير صدر عن الاعلام المركزي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
أنيس دولة.. شهيد الاسر الذي لا تعترف اسرائيل بجثمانه منذ 35 عاما
وقع الشهيد أنيس دول من سكان قلقيلية أسيرا في قبضة الاحتلال إثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 30/6/1968 في نابلس اصيب على اثرها، وحكمت عليه محكمة الإحتلال بالسجن 4 مؤبدات ومدى الحياة، وبقي أسيرا في سجونها إلى أن سقط شهيدا في سجن عسقلان بتاريخ 31/8/1980 نتيجة تدهور حالته الصحية إثر مشاركته في الإضراب المفتوح عن الطعام والذي استمر لـ 30 يوما.
سلطات الاحتلال بدلا من تسليم جثمانه إلى ذويه احتجزت جثته داخل ما يسمى بمقابر الارقام العسكرية الإسرائيلية، بل لم يقف الجرم الإسرائيلي عند هذا الحد فالمحكمة الإسرائيلية أبلغت مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عن فقدان جثمان الشهيد انيس دولة و ضياعه.
تفاصيل أسر واستشهاد الاسير انيس
وفي هذا السياق كشف شقيق الشهيد حسن دولة في حديث لـ”رايـة” عن تفاصيل اسر واستشهاد شقيقه انيس دولة وقال “انه منذ احتلال عام 1967 انتمى شقيقه انيس إلى حركة القوميين العرب وكان ينفذ العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي بناء على تعليمات الحركة”.
وتابع “في تاريخ 3181968 جاءت تعليمات لشقيقه انيس باعتراض دورية اسرائيلية واشتبك معها في منطقة خلة العمود في نابلس، واصيب على اثرها وتم مطاردته واعتقاله في هذا التاريخ وحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات ومدى الحياة.
وفي عام 1980 دخل انيس مع زملائه الأسرى في معركة الامعاء الخاوية واضرب عن الطعام لمدة 30 يوما على الرغم من ان حالته الصحية لم تكن تسمح له بذلك إلا انه اصر على الوقوف إلى جانب زملائه ومشاركتهم في معركتهم ضد سياسة الاعتقال والتنكيل التي كان الاحتلال يمارسها بحقهم.
استشهد انيس و اثنين من زملائه الاسرى على اثر مشاركتهم في هذه المعركة ( الامعاء الخاوية) التي خاضها الاسرى ضد سياسة الإحتلال الاسرائيلي.
وقال حسن انه بعد اسبوعين من تاريخ استشهاد شقيقه انيس توجهت العائلة إلى الصليب الاحمر و طالبتهم باستلام جثمان انيس ولكن الصليب اخبرهم بأن الإحتلال رفض تسليمه.
وأشار إلى أن الصليب الاحمر سلمه شهادة بإطلاق سراح شقيقه بتاريخ الذي استشهد فيه، واستغرت عائلة انيس من هذه الشهادة وقال” انه اذا تم اطلاق سراحة فمن استلام جثامنه وعلى الفور تم مراجعة الصليب بذلك وأوضح لهم بأن الشهادة تم اصدارها عن طريق الخطأ”.
وتفاجأت عائلة الشهيد انيس بتقرير التشريح الذي صدر عن الطبيب الذي قام بتشريح جثمان الشهيد انيس في مركز ابو كبير بعد عامين من استشهاده، وهذا ما أوجد الشكوك لدى عائلة انيس حول امكانية وقوع عملية قتل وتصفية للشهيد انيس من قبل الاحتلال وأنه لم يتوفى على اثر مشاركته في الاضراب المفتوح وتسأل حسن” هل يعقل أن يتم تشريح جثة بعد مضي عامين من موتها “.
وأوضح انه بعد ظهور حملة استرداد جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الارقام الاإسرائيلية توجهت عائلة انيس إلى مكتب القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء للمطالبة باسترداد جثمان شقيقه انيس بناء على التوثيق الذي قام به المكتب والذي يؤكد وجود جثمان انيس من ضمن 242 جثة محتجزة لدى الإحتلال والتي جرى توثيقها، ولكن قرار المحمكة العسكرية الإسرائيلية جاء صعقا لعائلة انيس حيث رفضت المحكمة الالتماس المقدم من قبل مكتب القدس وقالت أن جثمان الشهيد انيس مفقوده ولا توجد ضمن جثامين الشهداء المحتجزة.
وأكد حسن على ان الادعاء الإسرائيلي كاذب وان شقيقه استشهد في سجون الإحتلال و جثمانة لا تزال محتجزة ولديهم دلائل كثيرة على ذلك ومنها ان العديد من الاسرى التقوا بشقيقه انيس خلال فترة اعتقاله وتحدثوا معه.
مقابر الارقام
بدوره كشف منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء سالم خلة، لـ”رايــة”، عن أن إسرائيل لا تعترف إلا بجثامين 119 شهيدا من اصل 242 شهيدا يرقدون في مقابر الارقام الإسرائيلية، وهذا يعني أن 123 شهيدا غير محدد مصيرهم بعد ولا تعترف اسرائيل بهم في حين يوجد 65 مفقوداً موثقة حالاتهم وتتحمل اسرائيل مسؤولية الكشف عن مصيرهم بصفتها دولة احتلال.
وبخصوص عدم اعتراف اسرائيل بجثمان الشهيد انيس دولة قال خله “إن ذلك يزيد التأكيد لديهم بان إسرائيل تتاجر بأعضاء الشهداء المحتجزة لديهم وتجعل جثامينهم حقل للتجارب الطبية وهذا ما أكده مسبقا مسؤول الطب التشريحي والقضائي في معهد أبو كبير، يهودا هس، إضافة إلى التحقيق الذي أجراه الصحفي السويدي في عام 2001، الذي أكدوا فيه انتزاع الأعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين وتحويلها إلى قطع غيار بشرية لليهود.
المناضل أبو الفحم أول شهداء معركة الأمعاء الخاوية
الشهيد عبد القادر أبو الفحم أول شهداء الإضراب عن الطعام
رام الله 27-4-2017 وفا– يعود بنا “إضراب الكرامة” المتواصل لليوم الحادي عشر إلى تاريخ الحادي عشر من أيار/ 1970 الذي ارتقى فيه الأسير الغزي عبد القادر أبو الفحم في سجن عسقلان ليكون أول شهداء “معارك الأمعاء الخاوية” خلال مشاركته في الإضراب الشهير عن الطعام في حينه.
وحول تفاصيل مع ما حصل مع هذا الشهيد قال مدير دائرة الأبحاث والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة: بتاريخ 5 أيار 1970 كان الانفجار المذهل، حين انفجرت الإرادة الإنسانية الثائرة معلنة ساعة الصفر فكانت انتفاضة الأسرى، وكان أول إضراب عام للحركة الأسيرة في سجن عسقلان، ونظراً لسوء وضعه الصحي رفض الشهيد إعفاءه من المشاركة في الإضراب عن الطعام، وأصر على المشاركة رغم جراحه وآلامه، فأبى إلا أن يكون في الصفوف الأمامية وفي المقدمة دوماً.
وتابع: من المعروف عن هذا الرجل أنه يمتلك من الإرادة والصلابة ما يكفي لقهر الأعداء، فلجأت السلطات الى ممارسة أبشع الأساليب القمعية سواء بهدف إنهاء إضرابه، أو بقية الأسرى، محاولة التأثير على إرادة المعتقلين وصمودهم إلا أن الإرادة والعزيمة لدى أسرانا كانت الأقوى والأصلب.
وقال: “في مساء العاشر من أيار عام 1970م ، تفاقم وضع أبو الفحم الصحي سوءاً، فأخرجه الأسرى للعيادة وحمل السجانون أبو الفحم إلى عيادة السجن للعلاج لكنهم وكعادتهم وفي إطار سياسة الإهمال الطبي تآمروا عليه، ولم يقدموا له العلاج اللازم، ليرتقي في اليوم التالي ليكون أول شهيد في معركة الامعاء الخاوية ضد الاحتلال وإجراءاته”.
وعن حياة الشهيد أبو الفحم أوضح فروانة أنه ولد في قرية برير في فلسطين سنة 1929، وهاجر قسرا مع أسرته سنة 1948، وأقام في مخيم جباليا بقطاع غزة وحتى اليوم تقيم عائلته في جباليا البلد– الجرن.
وأردف: لقد واصل هذا المناضل تعليمه إلى الصف السابع وتزوج وأنجب ابنة وأسماها فتحية وابنا اسماه حاتم، والتحق بالقوات المصرية سنة 1953 م وحصل على عدة دورات عسكرية ورفّع بعدها إلى رتبة عريف ثم الى رتبة رقيب، وحصل على دورة رقباء أوائل سنة 1960 في مصر وكان الأول على الدورة، فرفّع إلى رتبة رقيب أول، وكان مثالاً يحتذى به ، وحاز على احترام وثقة كل من عرفه من ضباط مصريين وفلسطينيين.
وقال: عندما بدأ تكوين الجيش الفلسطيني كان الشهيد أبو الفحم المسؤول عن مركز تدريب خانيونس وخاض حرب 1956م وحرب 1967، وكان ضمن كتيبة الصاعقة التي قاتلت بشراسة يعرفها الاحتلال ذاته، وكان من المؤسسين لفصيل قوات التحرير الشعبية، وشارك في تدريب المناضلين عسكرياً.
وتابع فروانة: كما شارك في عمليات عسكرية عديدة ومميزة نظراً لكفاءاته العسكرية التي كان يُضرب فيها المثل، فجّند العديد من الشبان في صفوف قوات التحرير الشعبية ودربهم على السلاح، وكان قائداً للتشكيلات العسكرية لقوات التحرير في قطاع غزة.
وأضاف: خلال إحدى عملياته العسكرية سنة 1969م جرح جراحاً بالغة حيث أصيب جسده بعدة رصاصات وكأنهم كانوا يقصدون تصفيته، فاعتقلته سلطات الاحتلال وحكمت عليه بالسجن المؤبد عدة مرات، وكان في سجنه نموذجاً رائعا في العطاء والصمود والأخلاق الحميدة، وكان يمتلك علاقات واسعة أهلته لأن يكون شخصية محورية مؤثرة في تنظيم صفوف الأسرى وقيادة نضالاتهم ضد ادارة السجون.
وعقب فروانة على ما يجري حاليا في سجون الاحتلال بقوله: الإضراب عن الطعام لم يكن يوماً هو الخيار الوحيد أمام الأسرى، ولا حتى الخيار الأول، وإنما يلجؤون اليه رغماً عنهم بعد فشل جميع الأشكال النضالية الأخرى والأقل معاناة.
وأردف: إن الإضراب هو شكل نضالي متقدم يخوضه الأسرى تحت شعار “نعم لآلام الجوع و( لا ) لآلام الركوع”، متسلحين بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، متحديين الجلاد بجوعهم وعطشهم لأيام طوال”.
وتابع: هي سياسة نضالية ينتهجها الأسرى للذود عن كرامتهم وحقوقهم، وكثيراً ما خاضت الحركة الأسيرة إضرابات استراتيجية عن الطعام امتدت لأيام طوال وشملت جميع السجون والمعتقلات أو غالبيتها، واستطاعت من خلالها انتزاع العديد من الحقوق الأساسية وحققت من خلالها الكثير من الإنجازات.
وأضاف فروانة: قدمت الحركة الأسيرة خلال الإضرابات العديد من الأسرى شهداء أمثال أبو الفحم الذي كان مثالا للمناضل الحقيقي ويلخص معاناة ابناء شعبنا.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.