| نشر في مارس 22, 2017 12:06 م | القسم: رأي الأهالي | نسخة للطباعة :
في زمن الاضطراب العربي، واختلال المفاهيم وموازين القوى للصراع العربي الصهيوني، تكتسب الذكرى التاسعة والاربعون لمعركة الكرامة الخالدة ضد جيش الاحتلال، بمعانيها ومضامينها الكفاحية أهمية استثنائية.
ــ فالمشروع الصهيوني الاحلالي يستمر في فرض حقائقه وشروطه على الارض الفلسطينية والعربية، بسبب انحراف السياسات الرسمية وتبعيتها المدمّرة للسياسات الامريكية والصهيونية واصرارها على تغييب درس المقاومة الذي لا يُنسى في الكرامة بعد هزيمة عام 1967م، والاستعاضة عنه بتقديم التنازلات المجانية للعدو، الأمر الذي أسهم في تسهيل فرض شروط المشروع الصهيوني.
ــ معركة الكرامة الخالدة بما مثلته من قدرة على مقاومة “اسطورة جيش الاحتلال الذي لا يقهر”!!، وايقاع خسائر كبيرة في صفوفه، لم يتم البناء عليها واستثمارها من أجل فرض شروط عربية جديدة في الصراع، تعيد التوازن للاختلال الفادح الذي وقع بعد هزيمة حزيران عام 1967 واحتلال ما تبقى من الاراضي الفلسطينية إضافة لأراض عربية اخرى في الجولان وسيناء.
الآن وبعد ما يقارب النصف قرن على الاحتلال الثاني عام 1967، وكل ما وقع في هذه المرحلة التاريخية من انتصارات وانكسارات فلسطينية وعربية، فان الحقيقة الناصعة التي لا تعلو عليها اية حقيقة اخرى وعطلتها الانظمة العربية الرسمية عن سابق عمد واصرار، هي ان المقاومة الشعبية بكل أنواعها وأشكالها تعتبر الرافعة الرئيسية لاعادة التوازن ثم استعادة الحقوق الوطنية المشروعة… لقد حرمت المجتمعات العربية قسرا وقهرا من ان تشكل الحاضنة الكبيرة للمقاومة الشعبية العربية ضد الاحتلال الصهيوني العنصري ومشروعه التوسعي في وطننا العربي الكبير.
ــ وهكذا فقد غاب المشروع النهضوي العربي الذي يعتمد أساسا على القواعد الشعبية والمجتمعية، في الوقت الذي ازدحمت فيه الساحات السياسية النخبوية بالمؤتمرات من شتى الصنوف والالوان، وكلها تحمل شعارات تقديس للمقاومة، دون ان تقوى على فعل جدي لاستنهاض دور الشعوب ذات الصلة في التحرر من أجل حماية اوطانها من مخاطر وشرور المشروع الاحلالي التوسعي الصهيوني.
ــ معركة الكرامة التي جسدت التلاحم الكفاحي والمصيري بين الشعبين الشقيقين الاردني والفلسطيني، لا زال شهداؤها من الجيش العربي الاردني، والمقاومة الفلسطينية، محط اعتزاز وإكبار لدى الشعبين ولدى كل من ينتسب لهم، وهم الذين يتفاخرون بشجاعة ابنائهم في مقاومة المحتل…
ستبقى هذه الذكرى منارة مضيئة في الوعي الاردني والفلسطيني والعربي مهما اشتدت الخطوب، لقد جربت الانظمة السياسية التعامل مع الصراع العربي الصهيوني، بعقد الاتفاقات، وتقديم التنازلات واجراء المفاوضات غير المتكافئة، وجربت اعتماد آلات القمع والتهميش لشعوبها والالتحاق بقاطرة الامبريالية ومؤسساتها وها هي تحصد النتائج المدمرة يوما وراء يوم…
لا حل ولا طريقة اخرى في التعامل مع المشروع الصهيوني الاحلالي الا بالمقاومة الشعبية واستنهاض دور المجتمعات العربية وتنظيم جهودها في مواجهة العدو القومي صاحب المشروع الاحلالي التوسعي.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
مارس 20, 2024 0
فبراير 28, 2024 0
فبراير 13, 2024 0
Sorry. No data so far.