| نشر في مارس 1, 2017 1:03 م | القسم: شؤون محلية | نسخة للطباعة :
الاهالي ـ دعا خبراء اقتصاديون الى فك الارتهان الذي سارت عليه الحكومات المتتابعة منذ عقود مع صندوق النقد الدولي.
جاء ذلك في حفل اشهار كتاب التحولات الاقتصادية والاجتماعية للباحث فهمي الكتوت بحضور حشد من المهتمين في قاعة مركز الحسين الثقافي التي أدار فيها الندوة الباحث الاقتصادي والناشط محمد البشير مقدما المتحدثين ومعرفا بخبراتهم ومحاولاتهم ضمن نطاق اختصاصاتهم في تقديم البديل عن برنامج التصحيح الاقتصادي لإيقاف الاختلالات الهيكلية التي غدت احدى سمات الاقتصاد الاردني تتجلى بشكل جلي في اعداد الموازنة في كل عام ومعالجة العجوزات بفرض ضرائب اضافية مباشرة وغير مباشرة.
ونوه المتحدثون الى ان أسس الاختلالات البنيوية في الاقتصاد الاردني التي تناولها الكتاب ما تزال قائمة في ذاتها جراء نهج التبعية للرأسمالية العالمية التي حالت دون الاستثمار في القطاعات الانتاجية بشقيها الزراعي والصناعي والابقاء عليه اقتصاد خدماتي يتغذى على الريع المتأتي من الوساطة مع الاجنبي.
كما أوضح الدكتور وهيب الشاعر بالوقائع في محطات من تاريخ الاردن الاقتصادي السياسي وارتباط الاختلالات البنوية بمصالح الاستعمار في المنطقة والتي عملت على ابقاء الاقتصاد الاردني اقتصادا ضعيفا يعتمد على المساعدات الاجنبية مبينا ان من سمات هذا الاقتصاد الريعي تغييب الديمقراطية لأن قوامه الفساد والمحسوبية لقيامه حتى في حال استخدام الموارد في التوزيع غير العادلللثروة.
فيما أكد الخبيران خالد الزبيدي ومقدم المتحدثين محمد البشير الى الاختلالات الهيكلية التي خلفتها سياسة الارتهان لصندوق النقد وبينوا بالارقام والوقائع مضاعفاتها في تفاقم الازمات المالية والمتمثلة في العجوزات المزمنة في الموازنات العامة واعتماد السياسات الحكومية على سد هذه العجوزات من الضرائب الاضافية المباشرة وغير المباشرة على حساب ذوي الدخل المحدود مشكلة ما نسبة تفوق ٧٠٪ من الايرادات العامة اضافة الى الرسوم ، كما فاقم من الاختلالات الاقتصادية واخلال بالتوازنات الاجتماعية للتفاوت في الدخول.
مشيرين الى هروب الاستثمارات الاجنبية ومؤكدين على الكف عن التكييفات الاقتصادية مع صندوق النقد لما خلفته السياسة المالية من ازدياد معدلات الفقر والبطالة رغم ارتفاع حجم المديونية الى ما نسبة ٩٥٪ من الناتج المحلي دون ان تحقق نسبة نمو اقتصادي تزيد عن نسبة نمو السكان وارتفاع كلفة خدمات الدين العام على الموازنة العامة. من جهته اكد رئيس مركز الفينيق د. أحمد عوض على ان التشوهات الهيكلية التي تناولها الكتاب ما زالت قائمة لاستمرار الاسباب الموجبه لها بل أنها زادت من اتساع الفجوة الطبقية.
وتساءل المتحدثون عن سر الاستمرار بالخضوع لإملاءات صندوق النقد الدولي مشيرين الى دول حققت تنمية اقتصادية بعد التخلص من صندوق النقد كدولة جنوب افريقيا وماليزيا ولماذا تمكنت بعض الدول في تحقيق تنمية رغم تبعيتها واعتمادها بداية على سياسة الاقتراض مما يؤشر على انعدام الشفافية والمحسوبية أوجد بيئة للفساد مما فاقم من الازمة.
وخلص المشاركون الى اهمية الكتاب لانه يفتح النقاشات والتحليلات حول التحولات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية مما يدفع باتجاه استثمار موارد الاردن في قطاعات انتاجية بديلا عن نهج التبعية الاقتصادي. هذا وقد حضر حفل الاشهار عدد كبير من السياسيين وأمناء الاحزاب والمختصين، كما اعلن الاستاذ فهمي الكتوت في الكلمة الختامية التي القاها أمام الحضور بأن ريع الكتاب سيخصص لمركز الحسين للسرطان.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.