| نشر في يناير 6, 2016 3:41 م | القسم: آخر الأخبار, عربي ودولي | نسخة للطباعة :
. كل عام وأنتم ومصر بخير. مما لا شك فيه أن العام الذى مضى مليئ بالأحزان، ولكنه حمل بريق الأمل الذى يقدر الشعب المصرى على صنعه من وسط الأحزان والأمل. أحزان مصرية وأحزان عربية وعالمية:
• عام تصدرت فيه صورة أيلان الطفل الكردى السورى الذى جرفت جثته المياه على شط بحر أيجة شاهدا على مأساة شعب سوريا العريق بحضارته العريقة، شاهدا على تشريد ملايين اللاجئين من سوريا هربا من جحيم بدأ بثورة سلمية ضد النظام فى مارس 2011، واجهها النظام بالسلاح، فدفع بها بعد ستة أشهر لحمل السلاح أيضا، مما فتح الباب إلى مؤامرة تفتيت سوريا والوطن العربى بيد المتطرفين الإسلاميين عملاء وصنيعة الدول الاستعمارية الكبرى المتوحشة وعلى رأسها أمريكا، وبتمويل وتدريب وتسليح بأذرع تركيا وبعض الدول الخليجية. كل هذا فى خدمة أمن الكيان الصهيونى ليتربع فى قلب المنطقة كدولة يهودية قوية نووية، وفى خدمة الاستيلاء على بترول المنطقة وثرواتها وموقعها الاستراتيجى.
• عام تصدرت فيه صور اللاجئين الهاربين من جحيم الحروب أو الفقر من شتى أنحاء العالم التى تدور على أرضها الحروب، أو يسحقها الفقر والبطالة، حيث استمر بنجاح ساحق مشهد غرق المئات فى مياه البحور عبر الهجرة غير الشرعية على مراكب الموت. يغرقون وتغرق معهم أحلامهم بفرصة عمل يدِّر عليهم رزقا وفيرا يستطيعون من خلاله تحسين أحوال أسرهم، سواء بالإقامة هناك أو بالعودة إلى بلده لتحقيق حلم البيت والزوجة والعائلة.
• عام تصدرت فيه صور الذبح والحرق والسلخ من مصاصى الدماء الجدد باسم داعش، تتار العصر الجدد، والذين تفوقوا على هولاكو فى التدمير والقتل والحرق وسبى واغتصاب النساء وبيعهم فى سوق النخاسة. كل هذا وللأسف باسم الدين. وفى نفس الصورة برزت مكونات عناصر النازيين الجدد من اليمين المتطرف العنصرى فى البلاد الأوروبية الذين يطالبون بتطهير بلادهم من الأعراق ومعتنقى الأديان الأخرى.
• عام تصدرت فيه صور رجال الشرطة البيض الأمريكان وهم يقتلون بدم بارد الشباب السود بعنصرية وهمجية وعنجهية وغرور تعيد إلى الأذهان السلوك العنصرى للغزاة الأوروبيين البيض الأوائل الذين قاموا بإبادة الملايين من أصحاب البلاد الحقيقيين من الهنود الحمر. إنه التطرف الذى يولد العنف واستباحة الدم والأموال والأعراض والأوطان.
• وفى مصرشهد هذا العام عودة من ثار عليهم الشعب المصرى بثورته المجيدة فى 25 يناير 2011. تتشابك أيادى أصحاب النفوذ والجاه والمال منذ أربعين عاما، تتشابك أيادى المحتكرين مع الفاسدين مع الاستبداديين، مع المضللين بكسر اللام من بعض الإعلاميين، محاولين إعادة أزهى عصور الفساد والخراب والتبعية وإهدار ونهب المال العام، وهم يرددون: «راجعين وفى أيدنا قوانين تجعلنا نتربع على عرش البلاد» مثل التسهيلات الممنوحة للمستثمرين وقوانين تعمل على تحصين عقود الدولة المتسمة بالاحتكار والفساد، وتعمل على التصالح مع ناهبى ثروات الشعب المصرى، وتعمل على المزيد من منح المزايا والإعفاءات الضريبية لكبار الأثرياء الذين يتهربون أصلا من دفع الضرائب، بل ويبخلون على البلد فى أزمته التى نعيشها الآن فى شتى مناحى الاقتصاد، يبخلون على البلد بحقها رغم المليارات التى تتكدس فى خزائنهم من عرق شعب هذا البلد، ومن نهبهم لثرواته. يحاولون الآن التغلغل فى كل أجهزة ومؤسسات الدولة، وقد ساعدت قوانين انتخابات مجلس النواب الأخيرة على عودتهم متشابكى الأيادى ورافعين علامة النصر. يمد كل منهم يده للآخر تحت شعار «المصالح تتصالح» حالمين بتحقيق حلمهم فى السيطرة على مجلس النواب لسن وتشريع قوانين تساعدهم على حماية نفوذهم وثرواتهم على حساب مصالح الشعب المصرى، والذى يقع أغلبيته تحت حد الفقر، ويعانى من البطالة وغلاء الأسعار وتردى الخدمات فى الصحة والتعليم والسكن والانتقال، وكأن ثورة لم تقم، وكأن شهداءً من أبناء مصر لم يضحوا بأرواحهم من أجل آمال هذا الشعب فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
• وفى مصر أيضا عام يشهد المحاولات المستميتة من جانب قوى العنف والتطرف من المتأسلمين لعودتهم للمشاركة فى المشهد السياسى من أجل السعى للسلطة من جديد. هؤلاء الذين خرجوا من عباءة جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى بكل مسمياتهم وأحزابهم وأفكارهم سلفية كانت أم جهادية أم تكفيرية. ورغم هذا يجدون من يمد يده إليهم ويدعو للمصالحة معهم!
• فى هذا العام بالذات بدأ الإرهاب يطال على نطاق واسع أراضى بعض الدول الأوروبية وأبرزها فرنسا وبلجيكا وأمريكا، وسط تنبؤات بانتشار الأعمال الإرهابية على نطاق واسع فى تلك الدول.
ولكن فى نفس الوقت علينا أن نرى شمسا قوية تبرز بين تلك الغيوم تعطينا الثقة والأمل بأشعتها التى يتصدرها شعاع وعى الشعب المصرى العظيم الذى قام بثورتى يناير ويونيو وتعلم منهما تحطيم حاجز الخوف وأصراره على عدم عودة النظامين الذين ثار عليهما. فالشعب ماشى وعارف طريقة. الشعب سيكون هو السلطة التى تراقب وتحاسب وتمنع العودة للوراء، وهذا يضع القوى الاشتراكية والقوى الوطنية والديمقراطية التى تنحاز إلى العدالة الاجتماعية إلى العمل بدأب ضمن صفوف هذا الشعب العظيم من أجل توعيته وتنظيمه فى مختلف الأحزاب والروابط والنقابات والجمعيات والتعاونيات وغيرها من الأشكال التى تزيد من قوته وتأثيره فى المشاركة فى صنع حاضرة ومستقبله ومستقبل أولاده والمشاركة فى تحقيق أحلامه فى الحياة الكريمة.
صنعاء- تعيش آلاف من الأسر اليمنية في الوقت الحاضر انعداماً في الأمن الغذائي، وسوء التغذية لدى أفرادها كافة، تزامناً مع تصاعد حدة الحرب في اليمن خلال الشهور العشرة الماضية.
وبات الكثير من اليمنيين، يعانون من وضع معيشي سيء، نتيجة توقف العديد من القطاعات الحيوية في البلاد، وفقدان آلاف أرباب الأسر لمصادر رزقهم، الأمر الذي فاقم مشكلة الوضع الغذائي، وزاد من ظاهرة التسول. خاصة في المدن التي تشهد نزاعات وقصفاً بشكل يومي.
وحذر برنامج الأغذية العالمي مطلع نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، من أن “وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور بسرعة”، قائلاً إن “10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطواريء”.
وجدد البرنامج تحذيره، نهاية ديسمبر/ كانون ثاني الماضي، من أن النزاع اليمني فاقم أزمة الأمن الغذائي، “إذ انضم أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى صفوف الجياع في أقل من سنة”، فيما أظهر تقرير عن الحاجات الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2016، أن 7.6 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، وهو مستوى من العوز يتطلّب توفيراً سريعاً لمساعدات غذائية خارجية، كما أن 21.2 مليون شخص، أي 82? من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.
ويرى المحلل الاقتصادي أحمد سعيد شماخ “أن الكثير من الأسر اليمنية باتت تعاني من سوء التغذية، نتيجة الحروب الدائرة في أجزاء واسعة من البلاد، التي أدت إلى شلل في الحركة الاقتصادية وتسريح نسبة عالية من موظفي القطاع الخاص وإغلاق مصانع عديدة”.
وتابع، “إن الحرب الدائرة دفعت غالبية أسعار السلع الأساسية نحو الارتفاع، في الوقت الذي لم يعد الكثير من المواطنين قادر على تغطية احتياجاتهم من الغذاء، لعدم وجود السيولة النقدية بين أيدي المستهلكين”.
ولفت أن “الحروب المستمرة في اليمن أدت إلى توقف أعمال المقاولات والإنشاءات، وتضرر قطاعي الزراعة والسياحة، في الوقت الذي تعتمد فيه آلاف الأسر على هذه القطاعات كمصدر رزق”.
من جانبه، يقول علي الديلمي”طبيب” إن مسألة سؤء التغذية موجودة من قبل الحرب في البلاد، “غير أن الحصار والعدوان على اليمن أدى إلى تفاقم المشكلة”، في إشارة إلى الغارات الجوية التي يقوم بها طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد مسلحي الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبد الله صالح”.
وتدور في عدة محافظات يمنية، منذ مارس/ آذار الماضي، معارك بين جماعة الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية والمقاومة الشعبية التابعة للرئيس هادي من جهة أخرى.
لم يتبق للاطراف الاقليمية مساحات واسعة لممارسة الصراع بعد دخول روسيا والولايات المتحدة مرحله التفاهم (ولو الجزئي) على ملفات الصراع الكبرى، وفي مقدمتها ملفي سوريا والعراق.
ففي سوريا شرعت روسيا بملء مساحة الصراع السياسي والعسكري على حساب تركيا وايران، وفي العراق، أخذت الادارة الامريكية خطوات ميدانية على الارض، على حساب تركيا وايران ايضاً، (دعم الجيش العراقي لتحرير الانبار ومنع مشاركه الحشد الشعبي الموالي لايران).
بعد هذه التطورات، نجحت تركيا بعقد تفاهم استراتيجي مع العربية السعودية، يفتح الباب أمام تحالف يقوي موقع العربية السعودية على حساب ايران، ولم تمض اسابيع قليلة حتى اندلعت الأزمة بين ايران والعربية السعودية اثر اعدام الشيعي نمر النمر، الذي اعقبه اقتحام السفارة السعودية بطهران ما أدى الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين مصحوباً بوابل من التهديدات الايرانية والتلويح بعقاب إلهي ودنيوي ثأرا لاعدام نمر النمر.
دخل الاردن بنوع من الشراكة والتعاون مع روسيا فيما يتعلق بالأزمة السورية، هذا بالاضافة الى العلاقة الاستراتيجية التقليدية مع الولايات المتحدة، ويمكن القول بأن الاردن بات هو الطرف الاقليمي الأهم باطار التحالف الدولي ضد الارهاب، الى الحد الذي انُيطت به مهمة وضع قائمة تصنف التنظيمات الارهابية بالمنطقة.
هذه العلاقة بين القطبين الدوليين تمنح الاردن القدرة على ادارة علاقاته الاقليمية بمزيد من القوة، فهي توفر ارضية صلبة للوقوف، وقد تجعل من الاردن طرفاً وسيطا وحيوياً بالتسويات التي ستجري حول مجمل ملفات الصراع بالمنطقة… أذا أحسن الاردن توظيف هذه الميزة.
وهذا يتطلب فيما يتطلب مغادرة ولو جزئية لسياسة الحذر المبالغ به ازاء بعض الخطوات، وفي مقدمتها مكافحة الارهاب ، فالاردن الذي وضع لائحة التنظيمات الارهابية والتي اعتمدها مجلس الامن، لم تؤسس على هذه الخطوه لتبدأ جديا بوضع خطة لمحاربة الارهاب خدمة لأجندة التحالفات، ولخدمة السياسة الاردنية المعادية للارهاب منذ احداث الحادي عشر من ايلول.
ليس للاردن مصلحة على الاطلاق بمجاراة أي طرف اقليمي بصراعاته الفرعية والمتشابكة مع الاطراف الاخرى، وبأجندات تختلف من ساحة الى اخرى، وبالاساس، ليس هناك أجندات اقليمية بالمعنى السياسي، بل اجندة دولية هي حصيلة التفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة، وما الصراعات بين الاطراف الاقليمية سوى انعكاس لحالة من الهزيمة والقلق وبسبب فشل المخططات التي استهدفت سوريا… فاين مصلحة الاردن بكل ما يجري.
قد يجيب بعض التقليديين بأن الجانب الاقتصادي هو عنصر مهم بمعادلة التحالفات، وأن الاردن بوضع اقتصادي لا يمكن معه الا مجاراة بعض الحلفاء بغية الحصول على منح.
ولكن هذا الفهم السطحي يغيب العامل الرئيسي الذي يحصل الاردن بسببه على المنح، وهو أولا أن المنح تأتي بايعاز امريكي أولا وآخراً، وثانيا، لان أمن الاردن هو الثابت الوحيد المتبقي من جملة المتغيرات والفوضى التي تحيط بالمنطقة، وبدونه يصبح من المستحيل لاي دولة محيطة بالاردن أن تدير صراعاتها، بدون استثناء.
رأس المال السياسي والاقتصادي الحقيقي الذي تملكه الاردن عام 2016 هو، علاقة مميزة مع روسيا والولايات المتحدة، احتلال موقع الوسط بالصراع الدائر بالمنطقة، وبأن الاردن، من الناحية الموضوعية ليست طرفاً بالصراع مما يؤهلها، موضوعيا، للعب دور بالغ الحيوية وبدعم دولي… اذا توفرت الارادة السياسية لهذا الدور.
مارس 15, 2023 0
مارس 15, 2023 0