| نشر في يونيو 12, 2013 9:33 ص | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
اشد ما يدهشني في قراءة هذه التقارير الفصلية المتتابعة الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الجهة الوحيدة التي تأخذ عنها الحكومة وتعتمد نتائجها والتي تحكي عن نسب العمالة والبطالة وتطلق الأرقام جزافا وبما يوحي أنها تحكي حقائق لا مجال للتشكيك في صدقيتها أو كشف زيفها دون أن تضع في اعتباراتها أنه ليس من العسير كشف المستور منها وبيان عدم مطابقتها لواقع الحال ، وما يظهر من خلال سطورها من اختلالات وما تحتويه من عورات ، وقد وضعها التقرير الأخير أمام معادلة يصعب فهمها على كل حكيم وخبير وكان على رأس أهم ما فيها معدلات البطالة في الأردن والبالغة 12.2% تساوي نقط ضعف المستوى العالمي لمعدلات البطالة والبالغ حسب تقديرات منظمة العمل الدولية 6.1% للعام الماضي وبما يعبر بوضوح ويشير إلى أن هناك مشكلة حقيقية في سوق العمل الأردني.
هذا وفي إلقاء نظرة على ما ورد في هذا التقرير الذي يسهب في ترتيب هذه النسب وعلى صعيد محافظات المملكة من جهة ومن جهة أخرى على صعيد الفئات العمرية وقوة العمل وعلى صعيد الجنس والمؤهل العلمي حيث يرى التقرير أن ارتفاع معدلات البطالة في محافظة معان التي جاءت في المرتبة الأولى وتفشي البطالة حيث ارتفعت إلى 19% بعد أن كانت 14.2% في عام 2011 أي بانخفاض قدره 4.8% كما ارتفعت في الكرك المرتبة الثانية في نسب البطالة إلى 17.7% بينما أظهرت النتائج انخفاض نسب البطالة في بعض المحافظات حيث لقيت عجلون 11.4% بعد أن كانت 14.6% في عام 2011 أي بانخفاض قدره 3.2% كما انخفضت في محافظة جرش 5.3% لتصبح 11.2% وانخفضت في مأدبا 1.5% لتصبح 18.5% كما انخفضت في محافظة العاصمة عمان 1.4% لتصبح 10.5%.
هذا وعلى صعيد المحافظات أما على صعيد الفئات العمرية ” 15 إلى 24″ سنة فقد أعلنت دائرة الإحصاءات العامة أنها سجلت نسبة بطالة تصل إلى 29.3% مقابل 12.7% على المستوى العالمي في عام 2012 أي بزيادة أكثر من النصف وبلغ المعدل العام للبطالة في هذه الفئة العمرية 25% للذكور ومعدل 48.8% للإناث كما نفت هذا التقرير النظر إلى ما تحتويه البطالة طويلة الأمد أي لفترات تزيد على السنة فأكثر والتي بلغت 38.2% من إجمالي عدد العاطلين عن العمل من آثار مدمرة ووخيمة المترتبة عليه والناتجة عن دوام فقدان مصدر الدخل للمتعطل وما تؤديه من تناقص القابلية للبحث عن العمل جراء الإحباط.
هذا وبالوقت الذي يشير إلى معدل البطالة بين الذين يحملون شهادة بكالوريوس فأعلى تزيد على معدل البطالة الإجمالي في الأردن حيث بلغ 15.9% خلال العام الماضي وكما هو أيضا في عام 2011 فإنه يؤكد بالمقابل عدم مواجهة الأميون مشكلة في الحصول على فرص العمل إذ أن معدل البطالة بين الأميين الذكور بلغ 2.6% وبلغ بين الإناث 10.4% وأن المحبطون من الأفراد غير المشتغلين حاليا ويرغبون في العمل لكنهم لا يبحثون عنه بعد أن فقدوا حماسة البحث عن فرصة العمل أو الوظيفة تبلغ نسبتهم 2.3% خلال عام 2012 بينما كانت 3.3% في عام 2009.
إن إعادة قراءة هذه الأرقام وتصنيفها ووضعها في مواقعها وإزالة التداخلات المدرجة في إطارها قد يضعنا أمام حقائق كبيرة مفادها أن هذا التقرير يعطي مضمونا غير ما يحتويه وأن معدلاتها الحقيقية وإذا ما أخذنا المحافظات التي تصل نسبة البطالة فيها إلى ما يقارب 20% مع المحافظات التي تنخفض فيها النسبة إلى 11.5% يصبح السؤال كيف ترتفع خلال فصل نسبة البطالة إلى حد ما ثم تنخفض بشكل حاد في فصل آخر طالما وأن الأوضاع الاقتصادية السائدة في البلاد على ما هي عليه من الاختلال والانهيار و طالما أننا لم نلاحظ وعلى مدار سنتين أي من المشاريع الاستثمارية أو التشغيلية في البلاد فترتفع نسبة البطالة فصلا بعد فصل وتزيد نسبة البطالة المقنعة عام بعد عام وتتراكم أعداد العمال المحبطون الفاقدين الأمل في الحصول على فرصة عمل مناسبة وها هي الحكومة وتقارير دائرة الإحصاءات العامة تقلبها وتعيد قراءتها ثم تقسمها على قطاعات وفئات ومحافظات فتخلط الحابل بالنابل وتأتي إلى وضع نسبة لا يصدقها عاقل يعيش على أرض البلاد ويرى ما يحل بها من بؤس وفقر واختلال ثم لا ترضى هذه الحكومة أو تلك بما يقال فتؤكد أن نسبة البطالة في الأردن فقط ضعف نسبة البطالة في العالم أي أن نسبة البطالة العالمي بلغ 6.1% بينما في الأردن 12.2% ، اليس في ذلك العجب العجاب ؟؟؟!!!.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.