- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

سلامان متناقضان ومخاطر تزوير.. بقلم – احمد ابو شاور

مبادرة يراها الفلسطينيون ولاسيما المشردون منهم غريبة عجيبة المبادرة التي أطلقها رجال أعمال فلسطينيون بمشاركة رجال أعمال محتلون صهاينة يشكلون سند وقاعدة الاحتلال والغرابة فيها موقف رجال الأعمال الفلسطينيين، لا سيما في هذا الظرف العصيب الذي يعاني فيه الوضع الفلسطيني ويلات الاحتلال ومخاطر الانقسام، في هذا الظرف تأتي هذه المبادرة باسم الدعوة للسلام وتزعم أنها تعبير عن مصلحة الطرفين الغزاة المحتلون الصهاينة والشعب الفلسطيني ويغطي المبادرون مخاطر هذه المبادرة على حقوق ومصير الشعب الفلسطيني بأنها أي المبادرة تلقى دعما أمميا أو عالميا كما يقولون تحت شعار السلام المزعوم سلام يرهن المصير الفلسطيني لمشيئة الاحتلال تحت شعار تحسين المعيشة وترتيب الوضع الاقتصادي للشعبين حسب المخطط الذي يستهدف استبدال تحسين المعيشة بالحقوق الوطنية معتبرا ذلك هو السلام للشعب الفلسطيني ، هذه الحقوق بالإضافة لأنها مقدسة وطنيا وتاريخيا وهي كيان الشعب ووطنه وهويته ولا سيما مقاومة الاحتلال وطرده وتحقيق تقرير المصير والعودة للفلسطينيين اللاجئين المدعوم بالشرعية الدولية والإنسانية لهذا تكتسب هذه الحقوق معنى أمميا وإنسانيا لدى كل الذين لهم مصلحة في احترام الانسان وحقوقه ورفعة شأنه ، لهذا يعتبر الدعم والتأييد لمبادرة رجال الاعمال الذين يزعمون من أجل السلام والحياة الأفضل لا يختلف كثيرا عن دعم المؤامرات التي تستهدف شرعنة الاحتلال والتدخلات الخارجية لمنع الشعوب من تقرير مصائرها بإرادتها الحرة. ولكن المبادرين التجار من مصلحتهم ان يرقدو في الحضن الذي يؤمن لهم مزيدا من الثراء وهو بالتالي أكثر دفئا من حضن شعبهم ووطنهم الذي أسهموا في افقاره ونهبه وبلا أي دور في تحريره من الاحتلال.
وهذه المبادرة ليست أممية بل نقيض للأممية الحقيقية التي تعبر بها الشعوب عن تضامنها مع النضال من أجل التحرر والانعتاق والعدالة الاجتماعية وتقرير المصير وضد العدوان والاحتلال والاستعمار والهيمنة، وهذا يعني ان تحسين الحالة المعيشية للفلسطينيين تحت الاحتلال الذي تسميه المبادرة سلاما ضروريا للشعبين دون حساب لتضحيات الشعب الفلسطيني وشهدائه ومآسيه في معمعان مقاومة الاحتلال باعتباره بديلا لكل ذلك وأساسا الأهداف الفلسطينية المقدسة التي جوهرها التحرر من الاحتلال وانجاز حقهم في تقرير مصيرهم بحرية وعودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجّرو منها منذ حرب العدوان الصهيوني المدعومة امبرياليا ولا سيما من الامبريالية الأمريكية على فلسطين ارضا وشعبا سنة ١٩٤٨ لهذا فإن نضال الفلسطينيين لإنجاز حقوقهم هو الذي يكتسب معنى أمميا ومحاولات المبادرة بالإلتفاف عليه باسم تحسين أحوال الناس المعيشية ومن أجل السلام والاحتلال جاثما على صدر الفلسطينيين إنما هو سلام للهيمنة والاحتلال ونهب الأرض والتاريخ ولهذا يكتسب معنى تآمريا نقيضا للأممية الانسانية ونقيضا بل تزويرا للسلام العادل الذي يؤمن حقوق الشعب الفلسطيني لأنه يصب في قناة تحالف المحتلين الصهاينة والامبرياليين الأمريكيين واتباعهم العرب الذين يستثمرون الآن بترولهم ومقدراتهم في تنفيذ المخططات الامبريالية الصهيونية التي بالإضافة لإستهدافها استغلال الظروف الصعبة للفلسطينيين سواء نتائج الانقسام او التفرد الفئوي فهي بالإضافة لذلك تسخّر للتدخل في الشؤون العربية وتزوير أهداف الجماهير في حراكاتها ضد التبعية ومن أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتحرر من الاحتلال وتسخير مثل هؤلاء المبادرين المتحالفين مع زملائهم الصهاينة وتيارات ظلامية تسخر الدين لخداع الجماهير للوصول الى السلطة الى ان تصبح إحدى الأدوات لتنفيذ المخططات الصهيونية.
الرد على ذلك يأتي من جانب الفصائل والقوى الفلسطينية والجماهير الشعبية بكل مؤسساتها الوطنية بتأكيد التمسك بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا وبتأكيد الإئتلاف بها على برنامج ديمقراطي يعيد لها دورها القائد وتعميق التنسيق والتواصل مع حركة التحرر العربية والعالمية وبتفعيل دولة فلسطين في المنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية لمطاردة اسرائيل وتفعيل التوحد في خندق مواجهة الاحتلال.