| نشر في أبريل 8, 2015 11:41 ص | القسم: شؤون محلية | نسخة للطباعة :
الاهالي خاص – التي أحياها في عمان لقاء القوى القومية واليسارية في 30 آذار 2015 م.
نحيي اليوم الذكرى الخالدة لمعركة الكرامة و يوم الارض ، الذي بات رمزاً من رموز التراث الكفاحي والوطني للشعب الفلسطيني والشعوب العربية واحرار العالم.
لقد برهن نضال جماهير شعبنا داخل الخط الاخضر دفاعاً عن الارض وعن حقوقهم الوطنية الاصيلة في ارضهم، على عمق الارتباط والترابط بين قضية الشعب الفلسطيني، كقضية ارض وشعب، وبين النضال الدؤوب في مواجهة المشروع الاستيطاني التوسعي الصهيوني.
ويشهد احياء الشعب الفلسطيني بأسره لهذه الذكرى على عمق ترابط ووحدة الشعب الفلسطيني، وعلى اصالة هويته الوطنية، وحقوقه المشروعة في التحرر والاستقلال .
ان شعبنا الفلسطيني ، الذي شردته نكبة 1948 والذي عانى من احتلال الضفة والقطاع منذ عام 1967، لم يستسلم لهذا الواقع الفظ الذي فرضته الحركة الصهيونية، مدعومة من الاستعمار والامبريالية العالمية، وعجز وتخاذل الرجعية العربية. فنهض مدافعاً عن حقوقه المشروعة، واستعاد مركبات هويته وشخصيته الوطنية، وجسدها عبر اطار شرعي وتمثيلي لحقوقه الوطنية، مثلته م.ت.ف ، التي باتت بمثابة الكيان المعنوي والسياسي للشعب الفلسطيني، وممثله الشرعي والوحيد.
واليوم وبرغم تضحيات شعبنا وكفاحه المرير من اجل تحقيق حقوقه، وبرغم اعتراف العالم بشرعية حقوقه ومطالبه، تواصل اسرائيل الاحتلال والتوسع والاستيطان وتهويد القدس، وسلب الاراضي والتمييز العنصري، وتضرب بذلك عرض الحائط بكل قرارات الامم المتحدة، والمساعي الدولية لانهاء الاحتلال، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس ، وبحق عودة لاجئيه واستعادة ممتلكاته المنهوبة وفقا للقرار 194.
لقد برهنت الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، مرة اخرى على عمق التوجهات العنصرية والتوسعية للمجتمع الاسرائيلي، وعلى النوايا السياسية المكشوفة لحكوماته في استمرار الاحتلال والتوسع، ورفض اقامة الدولة الفلسطينية، وعلى العنصرية المتصاعدة ضد ابناء شعبنا داخل اسرائيل.
ان هذا الواقع يملي الحاجة الى تعزيز استراتيجية فلسطينية موحدة، تكون خلاصة وثمرة المشاركة الشعبية والشراكة الوطنية ، لكل مكونات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، من القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، من الشباب والنساء، المثقفين والعمال والاكاديميين، الذي يعني انخراطهم في صياغته . هذه الاستراتيجية وتعميقها ، ترسيخا لوحدة الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، في مواجهة محاولات تفتيته وتجزئته وحصر قضاياه في الهموم المحلية والمعيشية، وفقا لواقع التوزع والشتات الذي يعيشه، والذي ازداد عمقا بمساعي الفصل بين القطاع والضفة، اضافة الى كل مظاهر التشتت الأخرى.
ان المشاركة الشعبية في تعزيز الاستراتيجية الفلسطينية، تستطيع ان تتجاوز الفئوية الضيقة، ومساعي حشر قضية الشعب الفلسطيني ومصالحه وحقوقه، وتطلعاته في دائرة ضيقة من المصالح الفئوية والحزبية، التي لا يمكنها ان تعوض عن انهاء الاحتلال والاستقلال الفعلي، للدولة الفلسطينية ، ولا عن حقوق اللاجئين كما كفله لهم القرار 194.
ان م.ت.ف تتحمل العبء الأكبر في السعي من اجل تكريس وحدة الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه غير القابلة للتصرف، وهي حقوق تتلخص وعبر الواقع القائم، ووفق واقع النضال الحي لمكونات الشعب الفلسطيني في النضال من اجل انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، وفي النضال من اجل حق العودة وفقاً للقرار 194، وفي النضال من اجل الحقوق القومية والمدنية لابناء شعبنا داخل اسرائيل.
هذا هو مثلث حقوق الشعب الفلسطيني المنبثق من اعتراف الامم المتحدة الصريح بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
ان الاستراتيجية التي تنطلق من وحدة الشعب ، يمكنها ان تستثمر الطاقات الخلاقة لابناء شعبنا كما يمكنها ان تخلق التكامل بين مساهمات وادوار تجمعاته المختلفة، في اطار التوازن الصحيح بين ظروف هذه التجمعات الخاصة، وبين حقيقة كونهم جزءا لا يتجزأ من ابناء الشعب الفلسطيني، وحيث تجمعهم وحدة الهوية الوطنية والثقافية، ووحدة الدفاع عن الحقوق المشروعة لشعبنا.
ان هذه الاستراتيجية التي تستند إلى وحدة الشعب الفلسطيني واستثمار طاقاته للنضال من أجل استقلال دولة فلسطين كما اعترفت بها الامم المتحدة والانهاء الفوري للاحتلال على أراضيها، كما تقوم على تعزيز صمود ابناء الشعب الفلسطيني، من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية وتعزيز الحياة الديمقراطية، وفي مقدمة ذلك تعزيز صمود ابناء شعبنا في القدس التي تتعرض للتهويد اليومي، و اعادة اعمار قطاع غزة وانهاء الحصار المتواصل عليها، و مواجهة الاستيطان ودعم الشباب والمزارعين والعمال ، وبناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية ، فضلاً عن الدفاع عن حقوق ومصالح ابناء شعبنا في الشتات.
ان هذه الاستراتيجية وفي ظل تنامي الدعم الشعبي والدولي لقضيتنا، وتنامي حركة مقاطعة اسرائيل ووقف الاستثمارات واعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين ، وانضمامها إلى العديد من المنظمات والإتفاقيات الدولية ، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية ، هي استراتيجية تقوم على الجمع الناجح بين الارادة الوطنية، والارادة الدولية، وهي استراتيجية تقتضي الإنهاء الفوري للانقسام ، استناداً إلى تنفيذ الاتفاقات الموقعة، وايضا الى الاقرار باحترام التعددية، والديمقراطية، والتعامل على اساسها، لان هذه السمة المميزة للشعب الفلسطيني تعكس تطلع الشعب الفلسطيني الى الديمقراطية والى الشراكة الوطنية القائمة على رفض الاقصاء والنفي للاخر، بل تعزيز التعددية والديمقراطية والحرية بين مكوناته.
ايتها الرفيقات و الرفاق،
ان حزب الشعب الفلسطيني، اذ يلاحظ مدى الاحراج الذي تسبب به نتنياهو لحلفائه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ، عند إعلانه رفض اقامة الدولة الفلسطينية ، وكذلك بسبب موقفه العنصري ضد أبناء شعبنا، الا اننا نحذر من المبالغة في الاعتماد على ذلك، خاصة في ظل محاولات بعض الدول حرف التوجه الفلسطيني الى مجلس الامن من اجل وضع سقف زمني لانهاء الاحتلال، باتجاه اعادة صياغة معايير حل القضية الفلسطيينة بما هو دون سقف قرارات الامم المتحدة ، خاصة تجاه قضايا القدس، والحدود واللاجئين ، وحتى يهودية الدولة، والامن، وهي المحاولات التي قد تتجدد من خلال صياغة مشروع قرار جديد الى مجلس الامن بهذا الخصوص، تعكف عليه بعض الدول الاوروبية بتنسيق مع امريكا.
اننا ندعو الى اليقظة من هذا النوع من المبادرات والتي قد تقدم بصيغة الضغط على اسرائيل، ولكنها في الحقيقة تمس بجوهر حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الامم المتحدة ، وتهبط بسقف تلك القرارات ، وتمثل ضغطاً حقيقياً على الشعب الفلسطيني.
ان التغلب على هذا المحظور يتمثل بمبادرة منظمة التحرير الفلسطينية ( م.ت.ف) بالتنسيق مع الدول العربية لتقديم رؤيتهم ومشروعهم للحل من اجل تفنيد قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ، بسقف زمني محدد ، وبما يقطع الطريق على المشاريع الاخرىالتي تهدد تلك القرارات ، الأمر الذي يمثل اختباراً حقيقياً لجدية وحدة المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية .
هذا هو جوهر التحدي الماثل أمام شعنبا الآن ، وعلينا مواجهته باوسع وحدة صف وتكاثف وطني ، نستلهم منها خبرة شعبنا و تجاربه الكفاحية في الدفاع عن حقوقه المشروعة.
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.