- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/weekly -

مناخات ما قبل الحسم بقلم – كمال مضاعين

انها مناخات ما قبل مرحلة الحسم النهائي للازمة السورية ، فالاطار العام للحل السياسي قد تحدد ، وهو مؤتمر جنيف 2 ، ما يعني اولا أن كل اطراف ألازمة السورية سيتجاوزون مرحلة الحسم العسكري التي دامت اكثر من سنتين ،وما يجري الآن هو استثمار اقصى درجات اختبار القوة العسكرية لتُترجم كاوراق تفاوض سياسية على طاولة المفاوضات ( باستثناء جبهة النصرة المدعومة من قطر ) ، والتي ستلجأ الى استخدام اسلوب السيارات المفخخة قبل القضاء عليها.

بعد تسمية النظام السوري لاعضاء الوفد المفاوض من طرفه ، انتقلت المعركة الى اطراف المعارضة لتسمية وفودها ، وبدأ الخلاف بينها يعكس مدى ارتباطاتها السياسية الخارجية بشكل سافر وقبيح ، وللاسف فأن اسماء كنا نفخر بنضالها باتت محسوبة على قطر والسعودية وتركيا ، وهي واقعيا وعمليا من سيحدد اسماء المشاركين من المعارضة السورية الخارجية الغراء ؟.

الخوف ، كل الخوف ، بأن يكون الراعيان الروسي والامريكي قد اتفقأ على أن يكون الحل السياسي للازمة السورية مدخلا لفتح باقي الملفات بالمنطقة ، وفي مقدمتها ملف الصراع العربي – الاسرائيلي ، وهذا هو المرجح والمنطقي ، فثمة ملفات مرتبطة ارتباطا عضويا بالازمة السورية لا يمكن ابقائها معلقة بالمرحلة القادمة ( سلاح حزب الله ، الشأن اللبناني عموما ، والعلاقة السورية العراقية ، وعلى المدى الابعد العلاقة السورية – الايرانية .. ) ، وهذا ما يجعل العديد من الدول تضع يدها على قلبها وخصوصا دول الخليج العربي والاردن ولبنان .

أما  مخاوف الاردن والسلطة الفلسطينية فلها علاقة مباشرة ( بالرؤية الامريكية لضمان أمن اسرائيل الاستراتيجي ) والذي يشمل طبيعة الحل مع الفلسطينيين ، وعلاقة الاردن بمحيطه الخارجي ، واعادة ترتيب اوضاعة الداخلية بما يخدم ويتلائم مع متطلبات ألامن الاسرائيلي من الزاويتين الامريكية والاسرائيلية ، وأحد أهم أدواته هو توظيف ألازمة الاقتصادية بالاردن الى اقصى مدى ، أو بالاحرى ربط حلها بهذة الرؤيه للحل ؟

هناك ما يبعث على القلق ، فالوضع الداخي يعاني جملة من نقاط الضعف ، اولها الوضع الاقتصادي ،وثانيها توقف عملية الاصلاح التي كان من المفترض أن تفضي الى تطبيق مزيد من الديمقراطية والمشاركة وهذةهأهم ركن لتحصين أي دولة لمواجهة الاستحقاقات الكبرى داخليا ، وهشاشة الوضع الامني والاجتماعي  كتراكم للعديد من العوامل المباشرة وغير المباشرة وفي مقدمتها التلكؤ بالسير بالاصلاح .

ما زال أمامنا فرصة لترميم الوضع الداخلي بما يساعد على مواجهة الاستحقاقات الكبرى أذا فكرنا بشكل مختلف وبارادة صلبة وجادة ، فكل المنطقة تشهد عملية مخاض وتفاعل ، فلنسمي الاشياء باسمائها ، ونتصارح بأن الدولة لوحدها غير قادرة على مواجهة الاستحقاقات دون قاعدة شعبية عريضة ، وهذا أمر طبيعي لا تختص به الاردن لوحدها ، فسوريا التي أصرت على تجاهل التغييرات الكبرى بالمنطقة انزلقت الى حرب داخلية كادت أن تودي بالدولة ، لم يفت الوقت بعد ، ولن ننجح بادارة الشأن الخارجي بنفس الطريقة ، ولا أن نتجاهل التحديات الداخلية لمجرد أن الحراك قد تراجع .