| نشر في فبراير 25, 2015 1:27 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
النهج الاقتصادي الليبرالي الجديد اتسم منذ بدايته وخلال مسار تطبيقه، بكم ملحوظ من التناقضات والردّات والازمات في العديد من فروعه وجوانبه، والتي ترتب عنها خسائر مالية ثقيلة ساهمت الى درجة كبيرة في بروز وتنامي الازمة الاقتصادية الاردنية العامة او حدوث ما يسمى او ما يطلق عليه منظرو الليبرالية الجديدة في الحكومة وخارجها «تحديات اقتصادية واجتماعية».
خلال الحقبة الاقتصادية الليبرالية الاردنية طفى الى السطح اكثر من ازمة، ومنها ثلاثية العجز المتصاعد في الموازنة، وفي تجارة الاردن الخارجية، وفي الحساب الجاري،وايضا حدوث توقف مشاريع كبرى في منتصف طريق انشائها، الى جانب واقع تعثر مشاريع اخرى محورية بعد استكمالها رافقها وتبعها خسائر مالية تفاوتت بهذه الدرجة من الحدّة وتلك بين هذا المشروع وذاك.
جزء من المشاريع المتوقفة والمتعثرة هذه تلاحظ في القطاع الحكومي ومؤسساته وفي البلديات ، فيما حدث هذا التوقف او التعثر وبوتيرة اسرع واوسع في نشاط القطاع الرأسمالي الخاص.
فمشروع «سكن كريم لعيش كريم» ورغم اهميته ومحورية هدفه كوسيلة رئيسة في اشباع حاجة شرائح سكانية واسعة للسكن، الا انه تعرض لأكثر من انتكاسة في مرحلة تنفيذه، واكثر في مراحل واشكال تسويقه ولأسباب ذاتية وموضوعية كان من الممكن تجنبها.
ومنذ سنوات اقدمت «مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها» حكومية الملكية على تبني وتنفيذ مشروع تجاري كبير في شارع عرار «وادي صقرة باسم جدار عمان، ولكن وبعد مرور سنوات على بداية انشائه فانه لا يزال في منتصف الطريق، وفي تنفيذ بطيء متقطع يرافقه انفاق كبير وخسارة جسيمة.
مبنى هيئة الاوراق المالية الجديد الضخم الذي بدأ العمل بانشائه منذ ما يقارب ست سنوات ، توقف العمل باستكماله ولكن بعد ان بلغت قيمة الانفاق عليه ما يقارب (٥٠) مليون دينار تشكل خسارة جسيمة خاصة اذا استمر وضعه كما هو حاليا.
وايضا ومنذ حوالي ( ٦) سنوات اتجهت الامانة الى شق طريق رئيس يمر من وادي عبدون/ حي القيسية وبدأت وقتها في استملاك ليس فقط الارض، بل مجموعة من المباني السكنية، وبقيمة استملاك بملايين الدنانير وهدمت المبنى، وحتى الآن لم ينفذ الطريق ولا مشروع الابنية الحكومية، وحدث ما يشبه ذلك لاحقا في مشروع الباص السريع بعد ان انفق عليه حوالي (٢) مليون دينار، أما مشروع الطيبات التجاري في الاشرفية الذي استكمل في اواخر تسعينات القرن الماضي وبكلفة ثقيلة ، فسرعان ما تحوّل الى مكب وخربة مهجورة ولا يزال.
شركة ملح الصافي التي ولدت من رحم شركة البوتاس منذ عدة سنوات تعرضت لخسارة كبيرة وسرعان ما تعثرت وتم تصفيتها، وبأسوأ من ذلك كان مسار وتوقف وتعثر مصنع الزجاج في معان.
مسلسل التوقف أو التعثر والخسارة امتد بتسارع الى العديد من الشركات المساهمة العامة ومنها على سبيل المثال شركة اموال انفست، وشركة الشرق الاوسط للصناعات الهندسية والالكترونية والثقيلة،وشركة تعمير ، والشركة المتحدة القابضة والفارس الوطنية،والشركة المتكاملة للنقل المتعدد وغيرها.
مشروع القرية الملكية الذي جرت التضحية بارض معرض عمان الدولي من اجله توقف في بداية الطريق منذ سنوات الى جانب عدم استكمال بناء برجي أم اذينة (الدوار السادس).
مشروع سرايا العقبة الكبير تجمّد تنفيذه احيانا، وكان التنفيذ بطيئا وبسرعة السلحفاة احيانا أخرى خلال سنوات، وأكثر من مشروع استثماري في العقبة خاص ومختلط اتسم ولا يزال بنفس الحال ان لم يكن اسوأ.
والمفارقة انه رغم جسامة الخسارة الاقتصادية الوطنية لهكذا مشاريع متوقفة او/و متعثرة فانه لا يظهر في المقابل تحركا مسؤولا لتقييمها ومتابعتها وتحديد اسبابها والمسؤولية عنها بوضوح!!
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
أبريل 17, 2024 0
Sorry. No data so far.