- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

اتفاق محكوم بالفشل.. بقلم – رشيد حسن

من يقرأ تصريحات وزير الخارجية الاميركية  جون كيري، والمسؤولين الفلسطينين والاسرائيليين ، يصل الى نتيجة واحدة ، وهي ان الاتفاق  الذي اعلن عنه كيري لاستئناف المفاوضات  بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي محكوم بالفشل .. وليس أدل على ذلك من ان وزير الخارجية الاميركي  نفسه لم يحصل على التزام من الطرفين
– كما تقول “السفير” اللبنانية في عددها الصادر امس – فلا هو  حصل على التزام  من نتنياهو بالاعتراف بدولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67، ولا حصل من الرئيس الفلسطيني على التزام بالدولة اليهودية، وان الذي التزم للطرفين هو كيري  نفسه.. ما يعني ان الرجل وامام التعنت الاسرائيلي بالذات،  وخوفا من فشل مهمته، عمل في اللحظة الاخيرة على الخروج بتوليفة ، تحفظ له ماء وجهه…
ولكنها تدخل المنطقة، او بالاحرى العملية السلمية من جديد في مأزق اشد خطرا من الاول.
وعودة الى تصريحات الاطراف الثلاثة  نجد  ان كيري يعلن في المؤتمر الصحفي قبل مغادرته الى واشنطن  “ ان الاتفاق في طور الصياغة، وقد تم الاتفاق على المبادئ التي تسمح بعودة المفاوضات”  وجاءت تصريحات نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني متطابقة الى حد ما مع تصريحات كيري “ حصل تقدم يسمح باستئناف المفاوضات .. ولكن توجد تفاصيل  معينة بحاجة للانفاق عليها” .
والملفت في تصريحات كيري هذه، هو الغموض  الذي يكتنف البند الرئيس في الاتفاق “  ان حدود67 هي نقطة بدء  المفاوضات” … ما يؤكد ان اسرائيل  لم توافق على اقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67، وهذا ما أكده  نائب وزير خارجية اسرائيل زئيف  الكين “  ان اقامة دولة فلسطينية على حدود67 ستكون بمثابة انتحار لاسرائيل”؛  ما يعني نسف الاتفاق قبل ان تبدأ المفاوضات.
ومن هنا فالصورة التي تبرز من خلال هذه  التصريحات، والاجواء التي رافقتها، ورفض اغليية الفصائل الفلسطينية  استئناف المفاوضات دون التزام العدو الصهيوني،  يؤكد ان  اسرائيل لم تقدم شيئا ملموسا ومحددا،  فلم توافق على تجميد الاستيطان،  ولم تعلن موافقتها على المرجعيات الدولية، التي تؤكد ان حدود الدولة الفلسطينية هي خط الرابع من حزيران.
ومن ناحية أخرى  فلقد  استطاع نتنياهو بخبثه ومكره، جر كيري الى وجهة النظر الصهيونية، حينما وافق الاخير على الطرح الاسرائيلي  “بان نقطة المفاوضات هي حدود 67”  مع العلم أن ذكر هذه الحدود لا يعني الموافقة على اقامة الدولة الفلسطينية على كامل الارض المحتلة عام 67 .
نخلص من كل ذلك الى أن المفاوضات التي ستعقد بين تسيبي ليفني  وصائب عريقات في واشنطن قريبا ستنتهي الى الفشل الذريع، طالما ان العدو متمسك بعدم وقف الاستيطان، وعدم اقامة دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران.
وفي هذا السياق فلا بد من الاشارة الى ان هذه المفاوضات  تخدم  اهداف العدو، ومخططاته في استمرار الاستيطان والتهويد،  وفي التزام القيادة الفلسطينية بعدم الانضمام الى المنظمات الدولية، واللجوء الى محكمة الجنايات الدولية – كما هددت أكثر من مرة.
باختصار… اتفاق كيري محكوم بالفشل الذريع،  ما دام العدو الصهيوني يرفض وقف الاستيطان،  والاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران، والمستفيد الوحيد منه هو العدو  .