| نشر في ديسمبر 16, 2021 2:05 م | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة :
منذ أن وقع الأردن معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، قبل نحو 27 عامًا، وفي التحديد في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول العام 1994، وحتى هذه الأيام، يرفض الشعب الأردني كل أشكال التطبيع، ولو ضمنيًا، مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم ما يُعانية من ظروف اقتصادية صعبة، وأوضاع معيشية أكثر ضنكًا، ويتعرض إلى تضييق من أكثر من ناحية.
مع وجود مُعاهدة سلام، قد يكون من المعقول، ويتقلبه العقل، مُشاركة مسؤولين حُكوميين في مُناسبات وندوات وورش ومُؤتمرات مع إسرائيليين، فعدم مُشاركة مثل هؤلاء قد تُحرج الدولة، كونها تربطها اتفاقية مع ما يُعرف بـ”دولة إسرائيل”، وإن كان ذلك يترك غُصة في حلق الأردنيين.. لكن ما لا يتقبله الأردني، “ولا يكاد يُسيغُه”، على الرغم من مرور كل تلك الأعوام على تلك المُعاهدة التي عُرفت بـ”اتفاقية وادي عربة”، هو أن يكون هُناك تطبيع مع المُحتل من قبل أردنيين لا يحملون أي صفة رسمية.
“ما يزيد الطين بلة”، هو أن يكون من بين ظهرانينا من يُشارك في مُلتقى تطبيعي تحت عنوان “دور مراكز الفكر في دراسة تأثير جائحة كورونا على أمن الدول التي تُواجه صراعات داخلية”، والتي شارك فيها الرئيس التنفيذي لمعهد السياسات الخارجية الإقليمية في الكيان الصهيوني.. للقارئ أو المُتابع أن يتخيل كيف ستكون “النتائج” عندما يُشارك شخص، يُساهم في إنشاء أجيال، ويُعتبر قدوة، في هكذا مُلتقيات أو مؤتمرات.
درس في الوطنية والانتماء، وحُب القومية والعُروبة، لقنه طلبة جامعيين لذلك الشخص، عندما نفذوا وقفة احتجاجية، تنديدًا واستنكارًا، على المُشاركة في مُلتقى، من بين مشاركيه عدو مُحتل، يصول ويجول بين مدن وقرى وأزقة فلسطين، يعيث قتلًا وتدميرًا بأطفال ونساء وشيوخ وشباب يرزحون تحت احتلال، يُعتبر الوحيد في الوقت الحالي على وجه البشرية.
وصمة عار، يفرضها أولئك “المُطبعون”، على أبناء شعب قدم الكثير من أرواح أبنائه في سبيل تحرير فلسطين، وساهم بالكثير من أمواله، وقوت يومه وعياله، من أجل دعم قضية عادلة، ينال أهلها وطن، لطالما حلموا بتحريره واستقلاله… “شعب لا يبيع”، عبارة رددها أولئك الطلبة أثناء وقفتهم الاحتجاجية، تصلح لإجراء دراسات وأبحاث عليها، تكفي لقهر عدو، تسبب بأزمات لعدد من الدول العربية، ما تزال تدفع ثمنها حتى يومنا هذا، كما تكفي لكي تكون مصباحًا لأولئك الذين يميلون حيث تميل رياح مصالحهم الشخصية.
“لماذا نُهرول إلى التطبيع مع كيان إرهابي مُغتصب؟”.. سؤال ما يزال وسيبقى بحاجة إلى إجابات، فضلًا عن أنه يحتاج إلى إجراء دراسات عليه، وحول أولئك الأشخاص “المُطبعين”، لمعرفة كيف يُفكرون؟، وما هي الدوافع وراء ذلك؟… فحتمًا المال ليس سببًا كافيًا لأن “يتلوث” إنسان، وعلى حساب أشقاء له.
مارس 26, 2023 0
مارس 26, 2023 0
مارس 26, 2023 0
نوفمبر 24, 2022 0
نوفمبر 07, 2022 0
نوفمبر 07, 2022 0
مايو 15, 2022 0