| نشر في يونيو 14, 2020 11:59 ص | القسم: آخر الأخبار, شؤون فلسطينية | نسخة للطباعة :
فلسطين المحتلة – في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال إلى طمس معالم فلسطين التاريخية، لا سيما المدن والقرى التي دمرها قبل أكثر من 72 عاما، فإن الفلسطينيين يخلدونها من خلال منح أبنائهم أسماءها، من منطلق نضالي، وكأحد أشكال التمسك بالحق وبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس الأجيال.
واعتاد الفلسطينيون على تسمية أطفالهم بأسماء مدنهم وقراهم المحتلة مثل: (يافا، بيسان، صفد، كرمل، جنين، حمامة، مجدل).. وغيرها من أسماء المدن والقرى المحتلة.
وسجل الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، أبناءهم، بأسماء مدن فلسطين التاريخية، وذلك بحسب إحصائية رسمية حصلت عليها “قدس برس” من السجل المدني في وزارة الداخلية بغزة. وتوضح الإحصائية أن عدد الفلسطينيين من قطاع غزة الذين يحملون أسماء مدن فلسطينية محتلة، بلغ (4542)، مشيرة إلى أن أسم “بيسان” الأكثر شيوعا، بواقع 3699 اسما، تلاه جنين بواقع 422 اسما.
وقالت الشابة يافا الكفارنة (36 عاما)، التي تحمل اسم واحدة من المدن الفلسطينية العريقة (عروس البحر المتوسط) أنها تعتز وتفتخر باسمها، كونه يحمل واحدة من أجمل مدن فلسطين والعالم. وأضافت الكفارنة لـ”قدس برس”: “هذه الأسماء تبقي مدننا المحتلة حاضرة في بيوتنا، ولا يمكننا أن ننساها مهما كانت الظروف”. وأشارت إلى أنها تنشط في مجال الحفاظ على التراث والهوية، من خلال إقامة مهرجان الزي الفلسطيني في شهر تموز من كل عام، وتحب لبس الثوب الفلاحي الفلسطيني. وأضافت الكفارنة: “أنا لم أزر في حياتي يافا، ولكن حدثني عنها والدي وجدي، وعن جمال شاطئها ومسجدها القديم وحي العجمي وسوق الكرمل التابع لها، قبل أن يدمره الاحتلال ليخفي المعالم العربية للمدينة”.
وتستذكر سهيلة الكفارنة، والدة يافا، خلال حديثها لـ “قدس برس” الظروف التي جعلت العائلة تسميها بهذا الأسم، حينما كان والدها معتقلا في سجون الاحتلال. وتقول: “إن ناصر عم يافا كان في ذلك اليوم 26 كانون أول من عام 1984م، يستعد على أحر من الجمر لسماع الأخبار التي ستصله من أجل الخروج في تنفيذ عملية فدائية بقلب مستوطنة “تل أبيب” المقامة على أراضي الفلسطينيين في مدينة يافا المحتلة، وإن كلمة السر في هذه العملية كانت كلمة (يافا)”. وأضافت: ” الاحتلال أحبط العملية قبل تنفيذها وأسر عدد من الفدائيين آنذاك، وجاء نبأ الاعتقالات حينما ولدت ابنتي، فقرر عمها تسميتها يافا”. وتابعت الكفارنة: “بذلك تبقى يافا كلمة السر للمقاومة، وأيضا تلك المدينة الجملية المحتلة، التي سنظل نستذكرها ونشتم عبق برتقالها، الذي كان يصدر للعالم قبل مجيء هذا الاحتلال عام 1948”. وزادت بالقول: “تبقى يافا بيننا على قاعدة الكبار يموتون والصغار لا ينسون، ليبقى ذاك الأسم خالدا”.
و”يافا” واحدة من الآلاف من الفلسطينيين الذين يحملون أسماء المدن والقرى المحتلة، من أجل أن تبقى هذه المدن محفورة في ذاكرة الفلسطينيين، رغم أنها تقع تحت الاحتلال منذ عام 1948م، وتبعد عنهم عشرات الأميال.
وعدّ الكاتب والمحلل السياسي، سمير حمتو، منح الفلسطينيين أبناءهم أسماء المدن والقرى المحتلة، سلاح فلسطيني فعال لحمايتها من الاندثار. وقال حمتو لـ “قدس برس”: “قادة الاحتلال راهنوا حينما احتلوا فلسطين عام 1948م أن الكبار يموتون والصغار ينسون، ولكن كيف سينسى الصغار وهم يحملون أسماء مدنهم التي لا تفارقهم في كل مكان”. وأضاف: “حاولت داخلية الاحتلال قبل سنوات عدم تسجيل أي أسماء تحمل المدن والقرى المحتلة وكذلك فلسطين، أو أي أسماء وطنية، إلا أن الموطنين رفضوا ذلك، ما أجبر إسرائيل التراجع عن هذا القرار”. وأشار “حمتو” إلى أن الاحتلال كان يدرك خطورة تسجيل هذه الأسماء وبقائها في ذاكرة الفلسطينيين وتسجيلها في شهادات الميلاد.
وتقع مدينة يافا على البحر الأبيض المتوسط، إلى الجنوب من مصب نهر العوجا على بُعد سبعة كيلومترات؛ وإلى الشمال الغربي من مدينة القدس على بُعد 60 كيلومترًا.
إلى ذلك، قال الأمين العام لحركة “المبادرة الوطنية الفلسطينية”، مصطفى البرغوثي، إن “مشروع الضم الإسرائيلي للضفة، يعني ترسيخ تجزئة البنى الفلسطينية إلى 224 جزيرة متقطعة الأوصال”. جاء ذلك في كلمةٍ متلفزة، للبرغوثي، ضمن حملة دولية، تهدف لمناهضة ضم قرار ضم الضفة، وتحمل عنوان “الضفة ضفتنا”، أمس السبت. وأضاف، “من المؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتنفيذ مخطط الضم، لأنها تعتبر أن لديها فرصة بانشغال العالم بوباء كورونا، وفرصة أخرى يمكن أن تضييع، إذا سقط ترمب (الرئيس الأمركي) في الانتخابات القادمة”.
ويرى البرغوثي، أن “نتنياهو أيضاً يريد أن يستخدم “الضم”، للتغطية على اتهامات الفساد التي يتعرّض لها، لكن الأهم من ذلك أن المخطط (الضم) في صُلب تفكير الحركة الصهيونية، وأكبر عملية للاستيلاء على الأراضي منذ عام 1948.”
وعن الآثار المترتبة على عملية الضم، يقول البرغوثي، إنها “دمرت إمكانية نشوء دولة فلسطينية، ونهاية وهم المفاوضات مع الحركة الصهيونية، وتدمير حل الدولتين”.
وقالت قناة إسرائيلية، أمس السبت، إن متظاهرين ألقوا زجاجة حارقة، على مبنى يتبع لبلدية “تل أبيب” (وسط)، في إطار احتجاجات متواصلة تنديداً بهدم مقبرة إسلامية بمدينة “يافا”، لإقامة مشروع سكني. وأفادت قناة “كان” الرسمية، أن المحتجين ألقوا الزجاجة الحارقة تجاه مبنى البلدية، في وقت متأخر من ليلة الجمعة/السبت، ما أدى إلى إلحاق الضرر به، إضافة إلى إحراق شاحنة لتوزيع المياه. وتعد مدينة يافا الواقعة ضمن بلدية “تل أبيب- يافا” إحدى المدن الإسرائيلية المختلطة (يسكنها عرب ويهود)، وتُشكل أربع ضواح ثانوية لمدينة تل أبيب. (وكالات)
أبريل 25, 2024 0
أبريل 25, 2024 0
أبريل 24, 2024 0
أبريل 24, 2024 0
أبريل 25, 2024 0
أبريل 25, 2024 0
أبريل 24, 2024 0
أبريل 24, 2024 0
Sorry. No data so far.