- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

كورونا والجامعة العربية…!؟..محمد البشير

تداعت الكثير من الدول والمجموعات كمجموعة السبع الكبار ومجموعة دول العشرين والاتحاد الاوروبي… الخ للتصدي لآفة الكورونا باستثناء الجامعة العربية بمنظماتها المتعددة سواء الصحية او الاقتصادية او الثقافية او صندوق النقد العربي بحيث اشعرنا هذا الغياب، ان فيروس الكورونا قد اصاب رئتيها بالعطب وأدخلها العملية الحثيثة مما حال دون مبادرتها الى عقد اجتماع ولو على مستوى وزراء الصحة العرب او انها اكتفت بدور منظمة الصحة العالمية او المنظمات الدولية التي كان تحركها دائما لغير مصلحتنا وكأن أمر العرب لا يعنيها وهم الذين اتفقوا قبل خمسين عاما على تأسيس هذه المنظمة للقيام بدور وسيط يجمع بينهم على الحدود الدنيا من القضايا بعد ان اصبح الحديث عن وحدة عربية شيء من المستحيلات او نوع من الترف الفكري عند البعض!؟

الجميع يعلم ان فيروس كورونا ما زال يهدد اقتصادات دول كبيرة كالولايات المتحدة التي رصدت لمواجهته مبلغا يزيد عن (2.2) ترليون دولار وان دول مجموعة العشرين رصدت (5) ترليونات دولار وكذلك المانيا وفرنسا وبريطانيا بمبالغ لا تقل عن (500) مليار دولار… والمقصود هنا ليس فقط الانفاق على الصحة والطبابة وانما يتعدى ذلك لأعم المنشآت والافراد الذين لحق بهم الضرر بعد ان فرض الفيروس على الجميع الالتزام بالبيوت كأفضل وسيلة لمواجهة خطر هذا الفيروس الذكي حسب وصف الاطباء الاختصاصيين.

اننا كمواطنين عرب وليكن اغلبنا ثقته معدومة بأن يكون للجامعة دور في مواجهة اثار هذه الجائحة وهي التي تنتمي اليها دول تحتفظ بما بتريليونات من الدولارات الامريكية كفوائض نقدية على الاقل باستثناء العقارات واسهم الشركات في الوطن العربي او في مختلف بقاع الكون، والتي لا اعتقد ان تخصيص (1) تريليون دولار مثلاً سيؤثر على ملاءتها المالية لكنه بالمقابل سيكون عونا لمساعدة الدول العربية المتضررة من هذا الوباء افراداً ومؤسسات، والذي سيكون معينا لدولنا في مكافحتها لهذا فجميع الدول ومنها العربية ينتظرها جيش من العاطلين عن العمل بالاضافة الى خسائر هائلة ستصيب منشآتها الكبيرة والصغيرة ومتوسطة الحجم على حدٍ سواء مما سيعمّق من حالة الكساد والبطالة في وطننا كعنوان لمرحلة ما بعد كورونا…

انني هنا اذكر فقط ان من واجب وزراء الخارجية وهذا اضعف الايمان ان يسعوا لتحريك ما تبقى من نفس في الجامعة العربية في هذا الظرف العصيب الذي تمر به امتنا العربية للدفع باتجاه رصد المبالغ الواجبة للتخفيف من الكارثة التي ستحل بالكثير من ابناء الامة وخاصة في الدول العربية التي تعاني من حروب وفقر وتخلف بسبب الاستبداد والازمات الاقتصادية والاجتماعية وعدوان الارهابيين المسلحين الذين عاثوا بها تخريباً و دماراً شمالاً وجنوباً وليكن هذا المسعى في ميزان حسناتها ان نجحت او لم تنجح.