- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

فتيل الانتفاضة يشتعل مجددا في فلسطين

القدس المحتلة – همدت الانتفاضة جذوتها قليلاً خلال الفترة الأخيرة لكنها كالجمر تحت رماد كلما هبت ريحٌ أعادتها واشتعلت، فالواقع الذي يعيشه أهل الضفة والاعتداءات الصهيونية المتواصلة على المواطنين تنبئ بأن الإنتفاضة لا يمكن لها أن تنتهي أو تندثر، ولكن يمكن أن تهدأ لفترات قليلة ثم تعود لتتقد من جديد.
وبعد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها كعاصمة للاحتلال، اشتعل لهيب الثورة لدى شبان الانتفاضة في جميع نقاط التماس مع الاحتلال رفضا لهذا القرار الجائر الظالم بحق القدس.
وأعلنت فصائل العمل الوطني والإسلامي ورابطة علماء فلسطين النفير العام وإطلاق انتفاضة شعبية ردًا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعترافه بالقدس عاصمة للكيان.
كما خرجت مسيرات في قطاع غزة تندد بقرار ترامب الجائر ،وردد المشاركون هتافات تستنكر القرار الأميركي وتحذر من تداعياته على المنطقة، ورفعوا لافتات كتب عليها «القدس عاصمتنا الأبدية»، و»إلى ترمب.. القدس خط أحمر»، و»سنحمي القدس بأرواحنا وأجسادنا».
وفي الضفة المحتلة، شارك الآلاف في مسيرات غاضبة بمدن رام الله والخليل وبيت لحم وقلقيلية وطوباس ونابلس وأريحا، وأحرق المشاركون في مسيرة رام الله العلم الأميركي.
ميدانيا أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عصر امس الجمعة، ان نحو 250 إصابة في القدس والضفة وغزة تعاملت معها الطواقم الطبية الفلسطينية المختلفة منها 60 جرى نقلها إلى المستشفيات في مختلف محافظات الضفة الغربية حتى الساعة الرابعة عصرا، وأضافت ان جميع الإصابات بالرصاص الحي مطمئنة ولا خطر عليها.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن جروح المصابين تنوعت بين إصابات بالرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وأخرى بقنابل الغاز المسيل للدموع التي اطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي صوب المتظاهرين .
وتعاملت الطواقم الطبية في غزة مع 34 إصابة منها 13 في شرق غزة، إضافة إلى 8 مواطنين أصيبوا بجروح ما بين طفيفة ومتوسطة، بالإضافة إلى اصابتين وضعها متوسط في منطقة شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة.
وخرجت المسيرات الجماهيرية الحاشدة بمشاركة آلاف المواطنين، بالتزامن مع أخرى مماثلة انطلقت في عواصم ومدن عربية وعالمية، تنديدا ورفضا للقرار.
ووصل المشاركون في المسيرات التي انطلقت من مراكز المدن إلى نقاط التماس المتمثلة بالحواجز والنقاط العسكرية الصهيونية، حيث شهدت تلك المناطق مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال والشبان الذين رشقوا الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة.
وانطلقت المواجهات في كل مدن الضفة المحتلة وفي القدس المحتلة، عند كل نقاط التماس، حيث رشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، بينما أصيب نحو 217 مواطنا بجروح متفاوتة برصاص الاحتلال وبالاختناق بالغاز السام.وفي قطاع غزة أصيب نحو 20 مواطنا برصاص الاحتلال حتى صياغة الخبر، بينهم إصابة حرجة للغاية، وذلك بمواجهات على الحدود مع الأراضي المحتلة عام 1948.

وخرج آلاف المواطنين في مسيرات جماهيرية حاشدة في معظم مناطق فلسطين وفي العاصمة الفلسطينية الأبدية القدس المحتلة، رفضا واستنكارا للقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وفي قطاع غزة خرجت عدد من المسيرات المركزية في محافظات القطاع، تنديدا بالقرار الأمريكي وتأكيدا على الحق الفلسطيني الإسلامي الكامل في العاصمة الفلسطينية المحتلة.ففي مدينة غزة، خرج عشرات الآلاف في مسيرة ضخمة دعت لها حركة حماس رفضا لقرار ترمب، وقال إسماعيل رضوان القيادي في الحركة: «نقول لترمب أعلنت القدس عاصمة للكيان، وقائد حماس يعلن الانتفاضة ردا على قرارك ونقول إننا قادمون يا قدسنا وأرضنا».
وأكّد أن القدس كاملة هي للعرب والمسلمين، مشددا أن قرار ترمب أعاد البوصلة إلى القدس وصحح المسار؛ لأن القدس وفلسطين هي مركز الصراع مع المحتل.
وأكمل: «من خلال حماس وقادتها وأنصارها، نوجه من أرض غزة القسام والياسين والمقاومة التحية لكل أبناء الشعوب العربية والاسلامية التي لحقت بركب الغضب لمواجهة قرار ترمب»، وقال إن أقل رد على قرار ترمب هو طرد السفراء والسفارات الامريكية والصهيونية من البلدان العربية والاسلامية.
وطالب رضوان السلطة الفلسطينية باتخاذ قرارات عاجلة بإعلان انتهاء وفشل حقبة أوسلو، ووقف التنسيق الامني ورفع اليد عن المقاومة لتواجه الاحتلال الصهيوني.ودعا السلطة إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية بسرعة على أساس الثوابت وخيار المقاومة، والدعوة العاجلة لإنعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير؛ ليتخذ قرارات مصيرية لمواجهة هذا القرار الخطير على قضيتنا، مضيفا: «يجب الاسراع برفع العقوبات عن غزة لتحريك عجلة المصالحة».
إلى ذلك، قال داوود شهاب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خلال مسيرة جماهيرية بغزة، إننا لن نعترف باسرائيل ولا اعتراف بالكيان ولا تنازل عن القدس، فلا وجود للكيان على أرضنا المقدسة.
وشدد شهاب أنه لا تنازل ولا صلح ولا مساومة مع الاحتلال، ولا تفريط عن أرضنا المقدسة، متابعا: «سيبقى بيننا وبينهم الرصاص والصاروخ والاستشهاديين وسكاكين الثائرين».وخاطب الفلسطينيين في كل مكان بالاستعداد لمواجهة هذا القرار الظالم والتجهيز لمعركة الدفاع عن القدس، وأوضح أننا اليوم في مفاصلة حقيقية، حلف للقدس وحلف مضاد للقدس والحق الفلسطيني.
وخرجت مسيرات ضخمة في مدن الضفة المحتلة، واشتبك المتظاهرين مع قوات الاحتلال في نابلس وبيت لحم والخليل ومناطق أخرى في الضفة التي انتفضت نصرة للقدس بعد صلاة الجمعة.
وفي القدس المحتلة خرج آلاف المقدسيين بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك رفضا لقرار ترمب، مؤكدين على أحقية الفلسطينيين في القدس والأقصى وأن القرار لن يمر.وهتف الآلاف غضبا للقدس ومن هتافاتهم التي كان يرددها على رأسهم قائد حماس إسماعيل هنية: «إسلامية إسلامية، قدسنا إسلامية، لا شرقية ولا غربية، كلها إسلامية».
وفي سياق متصل عززت قوات الاحتلال نشر قواته في مختلف أنحاء الضفة المحتلة، وذلك في إطار استعداداته لتصاعد المواجهات في مختلف البلدات الفلسطينية في الضفة المحتلة وعلى حدود قطاع غزة، وخاصة بعد صلاة الجمعة.وقصفت مدفعية وطيران الاحتلال مساء الخميس قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ سقط أحدها في إسرائيل، وفق ما أفاد جيش الاحتلال الذي أوضح أن صاروخين آخرين سقطا في القطاع المحاذي لجنوب إسرائيل.وقال الجيش إن القصف المدفعي والجوي استهدف «موقعين عسكريين» في قطاع غزة بدون أن يحدد من يسيطر عليهما. بيد أنه أضاف أنه يعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولة عن أنشطة معادية نفذت ضد إسرائيل انطلاقا من غزة على اعتبار أن الحركة هي المسيطرة عليها. من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية إن جيش الاحتلال أغار على أطراف قطاع غزة مساء الخميس من دون وقوع إصابات. وذكرت المصادر أن الجيش استهدف نقطتي رصد تابعتين لـ كتائب القسام الجناح العسكري لحماس على أطراف شرق قطاع غزة مما خلف أضرارا مادية.
وقال شهود عيان إن عدة صواريخ أُطلقت من القطاع باتجاه البلدات الإسرائيلية.وتأتي هذه التطورات في أجواء من التوتر الشديد يعم مختلف المناطق الفلسطينية والعديد من المدن العربية والإسلامية إثر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء الاعتراف بـ القدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل سفارة واشنطن إليها.
ويأتي الانتشار المكثف لقوات الاحتلال مع تنامي الاحتجاجات والمظاهرات ضد قرار دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة للاحتلال، وبحسب التقارير الصهيونية، فإن أجهزة أمن الاحتلال تخشى «عمليات منفردة تنفذ ضد مستوطنين في الضفة الغربية»، وعزز الاحتلال نشر قواته في الضفة الغربية على المحاور الرئيسية ونقاط التماس، وفي داخل المستوطنات القريبة من قرى فلسطينية، وكانت الأجهزة الأمنية الصهيونية قد عقدت جلسات تقييم للوضع،الخميس، وقررت في أعقابها تعزيز قواتها في الضفة المحتلة. وكالات