- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

8 قتلى وترامب يأمر بتشديد إجراءات التحقّق من الأجانب

قتل ثمانية أشخاص واصيب 11 آخرون بجروح في جنوب مانهاتن الثلاثاء في “عمل إرهابي” نفّذه سائق شاحنة صغيرة دهس حشدا من المارة وسائقي الدراجات الهوائية وصدم حافلة مدرسية قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتعتقله، كما أعلنت السلطات في نيويورك.
ومن بين القتلى 5 أرجنتينيين، حيث قالت وزارة الخارجية الأرجنتينية في بيان إن القتلى “هم من مدينة روزاريو وهم مجموعة أصدقاء كانوا يحتفلون بالذكرى الثلاثين لانتهاء دراستهم في مدرسة البوليتكنيك” في روزاريو، المدينة الواقعة على بعد 300 كلم شمال العاصمة بوينوس آيرس.
وهي المرة الأولى منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي يسقط فيها قتلى في هجوم إرهابي في نيويورك.
ولدى خروجه من الشاحنة الصغيرة التي تبيّن أنها مستأجرة، صاح منفذ الهجوم “الله أكبر” وبحسب وسائل إعلام عديدة بينها نيويورك بوست وديلي نيوز، إلا أن هذه المعلومة لم يؤكدها أي مسؤول أو مصدر رسمي.
وقال رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو خلال مؤتمر صحفي عقده في موقع الهجوم في جنوب غرب مانهاتن وشارك فيه كل من حاكم الولاية اندرو كومو وقائد الشرطة جيمس أونيل إنه “استنادا إلى المعلومات الفورية المتوفرة هذا عمل إرهابي”.
وأضاف رئيس البلدية الديموقراطي “هذا يوم عصيب جدا على نيويورك”، مطالبا سكان المدينة بتوخي اليقظة أكثر من العادة والإبلاغ عن أي أمر مريب.
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بتشديد إجراءات التحقق من الأجانب الراغبين بدخول الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر “لقد أمرت لتوّي وزارة الأمن الداخلي بتشديد إجراءات برنامج التحقق الصارمة أصلا”.
وأضاف أن “النزاهة السياسية أمر جيد ولكن ليس هنا”.
ووقع الهجوم بعيد الساعة 15,00 (19,00 ت غ) على جادة هيوستن ستريت الرئيسية التي كانت مكتظة في هذا اليوم المشمس بمتنزهين ومتسوّقين كانوا يستعدون لقضاء عيد الهالوين.
ومنفذ الهجوم الذي لم تكشف هويته حتى الساعة يبلغ من العمر 29 عاما وقد خرج من الشاحنة الصغيرة شاهرا مسدسا وبندقية تبيّن لاحقا انهما وهميان، فاطلق عليه عناصر الشرطة النار واعتقلوه.
واستأجر المهاجم الشاحنة من شركة “هوم ديبو” لتأجير السيارات، كما اعلنت الاخيرة، وبدأ هجومه بأن اجتاح اولا الطريق المخصصة لسير الدراجات الهوائية، فسار على هذه الطريق لمسافة كيلومتر واحد تقريبا مطيحا بالدراجين الذين كانوا يسلكونها وبعدد من المارة، قبل ان يصطدم بحافلة مدرسية ويضطر للتوقف، كما اعلن قائد الشرطة في مؤتمره الصحافي.
واضاف انه بعد توقف شاحنته خرج السائق شاهرا مسدسا يعمل بالضغط الهوائي وبندقية كرات الطلاء، فاطلق عناصر الشرطة النار عليه واعتقلوه وحينها تبين لهم انه اصيب بالرصاص في بطنه.
واوضح قائد الشرطة ان المهاجم نقل الى المستشفى حيث يتعالج حاليا، من دون ان يوضح مدى خطورة اصابته.
من جهته قال جهاز الاطفاء في نيويورك ان حصيلة الهجوم بلغت ثمانية قتلى و11 جريحا، مشيرا الى ان الاصابات “بالغة” لكنها لا تهدد حياة اي من الجرحى.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز ان “افكارنا وصلواتنا مع المصابين” في الهجوم.
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اول المتضامنين مع الولايات المتحدة، اذ اكد في تغريدة على تويتر مخاطبا الشعب الاميركي ان “نضالنا من اجل الحرية يوحّدنا اكثر من اي وقت مضى”. واضاف “اعبّر عن مشاعر فرنسا وتضامنها مع نيويورك والولايات المتحدة”.
ويعود آخر هجوم مماثل في نيويورك الى 22 أيار (مايو) حين دهس عسكري سابق حشدا من المارة على رصيف في ميدان تايمز سكوير مما اسفر عن مقتل شابة واصابة 22 شخصا بجروح. ولاحقا بيّنت التحقيقات ان العسكري السابق منفذ الهجوم يعاني من اضطرابات عقلية.
وميدان تايمز سكوير معلم سياحي اول في نيويورك كان هدفا لهجوم احبط في 2010 ويخضع لمراقبة امنية مشددة منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.
اما آخر هجوم متطرف في نيويورك فيعود الى 17 ايلول (سبتمبر) 2016 حين زرع شاب اميركي من اصول افغانية يدعى احمد رحيمي عبوتين ناسفتين في حي تشيلسي الراقي فانفجرت واحدة فقط مما اسفر عن اصابة 30 شخصا بجروح طفيفة.
ورحيمي، الذي زرع ايضا قنابل في نيوجيرسي، ادين في منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الجاري امام المحكمة الفدرالية في مانهاتن بالتهم الثماني التي وجهت اليه، وهو ينتظر الآن صدور العقوبة بحقه، وهي ستكون على الارجح السجن المؤبد. (أ ف ب)