- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

عودة الجيش.. بقلم – رشيد حسن

كافة المعطيات والدلائل والمؤشرات على الساحة المصرية، تؤكد ان لا بديل عن استلام الجيش للسلطة، لانقاذ مصر من حرب أهلية قذرة، بدأت ترتسم نذرها في الافق .. وعلى الارض دم بريء يؤكد عمق الازمة .. واتساع الهوية ..وانقسام الشعب والنخب الى طرفين متصارعين ، وقد تبدد الأمل بحل سريع ينهي خلافاتهما ، بعد ما استعصت، وتمترس كل فريق وراء قناعاته.

وبعيدا عن الجو الانفعالي الضاغط على اعصاب الطرفين فاننا نعتقد ان الرئيس مرسي لا يزال قادرا على سحب فتيل الانفجار، قبل ان يغرق وادي النيل بالدماء والموت والثارات التي لن تنتهي الا وقد تحولت مصر المعمورة الى خراب ودمار، كما هي حال بلاد الشام وقبلها ليبيا والعراق.

بامكان الرئيس –ولا نعرف اذا فات الوقت أم لا- ان يستقيل ويعلن عن موعد قريب للانتخابات .. محتكما لصناديق الاقتراع، ليعرف على وجه اليقين اذا كان الشعب المصري سيختاره من جديد أو لا .. هل سيمنحه الثقة مجددا ، أو يحكم عليه بالرحيل؟؟ الاخوان المسلمون والرئيس مرسي امام لحظة الحقيقة المرة، فاما ان يحتكموا للديمقراطية التي اتت بهم ، واما ان يبقوا مصرين على موقفهم رافضين قبول وجهة نظر المعارضة والتي استطاعت ان تجمع أكثر من “15”مليون توقيع يطالبون بتنحية الرئيس؟؟ وهذا في حد ذاته خروج على مبادئ وقيم الديمقراطية.

وهنا نذكر الاخوان بان اجراء انتخابات مبكرة هو اجراء ديمقراطي، لجأ اليه الكثير من الزعماء الوطنيين العظام ، أمثال ديغول في فرنسا وشافيز في فنزويلا، وهو يؤكد احترام القائد لارادة شعبيه والتزامه بقيم الديمقراطية قولا وفعلا.

لقد استوقفنا كثيرا خطاب الرئيس مرسي – وللاسف- كما يقول الاستاذ هيكل في حديث لفضائية “سي.بي .سي” المصرية “لم يستطع ان يثبت في هذا الخطاب، بانه رئيس لمصر وللمصريين، بل انه لا يزال يأتمر بامر المرشد ، لقد بدأ عليه القلق الشديد لأنه لا يرى الحقيقة كما هي” ، ما يؤكد “ان مصر تمر بازمة خطيرة جدا” ، داعيا الشباب المصري النزول الى الشوارع يوم الثلاثين من حزيران لانقاذ الثورة التي استولى عليها الاخوان، رغم انهم لم يكونوا من صانعيها.

لقد فاجأنا الرئيس بدعوته لتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية، وهو يعرف قبل غيره أن المصالحة لا تحدث بتشكيل لجان ، بل تحتاج اولا الى نوايا طيبة ، ومن ثم الى الاعتراف بالاخر كشريك في بناء الوطن، واتخاذ قر ارات جريئة تعيد الثقة بين النظام والمعارضة .. تبدد اسباب القلق- وتعيد الاعتبار للديمقراطية ، ولقيم ثورة

25 يناير العظيمة، بتقديم الاستقالة والاحتكام للشعب وصناديق الاقتراع.

باختصار….لحظتان فارقتان في تاريخ مصر: الاولى- المطالبة بعودة العسكر الى معسكراتهم، بعد انتصار الثورة المجيدة.. والثانية- المطالبة بتدخلهم لانقاذ مصر من حرب اهلية، والحفاظ على ثورتها، بعد ان حرفها الاخوان عن مسارها الحقيقي.

الجيش المصري اصبح حاميا للثورة.