- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

المخرج حمد نجم:حلَّقت فوق الغيم عندما اعلن فوزي في مهرجان كام السينمائي

الاهالي – “عندما وقفت رئيسة لجنة التحكيم في مهرجان كام،واعلنت اسماء الافلام الفائزة بجوائز المهرجان،لم اتوقف عند اسماء الافلام والمخرجين الفائزين،انما كان اسم الدولة التي ينتمي لها الفيلم الفائز هو الذي له وقع في نفسي،وعند اعلان اسم الاردن،هي الفائزة بالجائزة الاولى،كنت احس نفسي احلق فوق الغيم”،هكذا عبر المخرج الاردني الشاب،حمد نجم،في حوار مع “العرب اليوم” بعد عودته من مصر،يحمل الجائزة الاولى لفيلم،الطيور،من مهرجان كام السينمائي الدولي.
ويقول حمد عن مشاركته بالمهرجان،هي المصادفة التي حملتني الى مسابقة المهرجان،والمنافسة بين 21 دولة مشاركة،و90 فيلما،منها 53 فيلما بالمسابقة الرسمية،لدول عربية واجنبية،مثل فرنسا وامريكا واليونان ومصر والجائر وتونس والسعودية،فقد ذهبت وليس لدي ادنى فكره،او طموح بالحصول على الجوائز،لاني اعتبر نفسي في مرحلة الهواية،والفيلم هو مشروع تخرج،وليس فيلما احترافيا،وكنت مقتنعا ان فرصتي محدودة جدا بين هذا العدد من الدول والافلام.
الفنان الشاب حمد نجم،موهبة فنية،تربى وسط عائلة تحترف الفن،لكن بداياته لم تكن توحي بانه سيتبع مسار والده وابناء العائلة،فقد ذهب لدراسة الهندسة،لكن في مناسبة وطنية،وهي مناسبة معركة الكرامة،كانت هي التي فتحت عينيه على امتلاكه لمخيلة واسعة،فقد اشترك مع طلاب الجامعة الهاشمية،حيث وجد نفسه يتولى اعداد اوبريت وطني،غنائي شعري خاص بالمناسبة،واخراجه،لتكون النتيجة عملا،طرد من ذهنه فكرة الجمع بين الدراسة والفن،فكان ان انتقل الى جامعة اليرموك،وتحديدا الى كلية الفنون لتبدأ الرحلة من هناك
عن مرحلة اليرموك والدراسة فيها يقول حمد:كانت البداية مع د.محمد خير الرفاعي،في تجربة دفعتني باتجاه الاخراج كعلم،وليس هواية،وكنت اساعد زملائي الطلاب في مشروعات تخرجهم،وهذا ساعدني على تمرين وتاهيل ادواتي المعرفية والفنية في الاخراج والتمثيل والكتابة،كما انني استفدت من يومين في مواقع التصوير لاداء دور ثانوي في فيلم كندي كان يصور في الاردن،ادركت حينها كم هي ساحرة هذه السينما.
شارك حمد نجم في العديد من الاعمال التلفزيونية،وبرغم تفاوت مستوياتها الفنية،الا انها ساهمت بانتشاره على المستوى المحلي،والتعريف به،فقد شارك العديد من حلقات مسلسل من نبع الحياة،والمشاركة في بطولة العديد من السهرات البدوية،مثل نساء من البادية،مع المنتج عصام حجاوي،ثم مسلسل،نصف القمر،والحبيب الاول،وبوابة القدس-باب الواد،ومسلسل انا القدس مع نجوم من مصر وسورية،واخيرا مسلسل ورق الورد. وعودة الى مرحلة الجامعة،والاتجاه نحو الاخراج السينمائي،يقول الفنان حمد نجم:كان فيلم،نافذة سلام،بمثابة التحدي لادواتي الاخراجية،حيث ان فكرته ماخوذة من عمل هندي شاركت بعملية الدوبلاج،وشدتني فيه تلك المعاني الانسانية العميقة،والمحبوكة باطار الميلودراما،حيث قمت بتوليف بعض الخطوط فيه بما يتناسب مع شكل الحياة الاردنية،من دون المساس بالجوهر الاصلي للفكرة،وهو من تمثيل الفنانين،عاكف نجم،ومارغو حداد،وعبدالكريم القواسمي،وانور خليل وبشار نجم،والطفلةغالية عبدالكريم الجراح،والفضل يعود للمنتج عاطف العقرباوي الذي وثق بي واعطاني كامل المعدات الفنية للعمل بها. كانت تربط حمد علاقة خاصة بحديقة الطيور في الشميساني،بالتردد عليها وتأملها،هذه العلاقة التي فرضت حضورها على افكاره وهو يجهز لفيلم تخرجه من الجامعة،وعن تبلور فكرة فيلم الطيور،والتحضير لها يقول الفنان حمد نجم: توقفت عن نص للتركي عي نسين،وهومسرحي،سبق ان قدمه عندنا الميل رشيد ملحس،وهو نص،ثلاث احزان مسموعة،وقد وجدت في النص جو عام استطيع تخيله وتحويله الى معادل بصري سينمائي،وكان الوقت يحاصرني،وبين اجواء النص،وتداعيات الذاكرة من حديقة الطيور،والربط بينهما،وبشكل يحمل رمية تلك العلاقة بين هذا الصقر في سجنه والمواطن،الذي يفترض ان يكون مواطنا حرا،وحديقة الطيور بحد ذاتها تجسد فكرة تشوه مفهوم الحرية،بغض النظر عن المنظومة الطبقية بين الدجاج والطواويس،وبدانا التصوير،حيث شارك في البطولة احمد العمري،ومحمد الابراهيمي،وعمران العنوز،والمخرج المنفذ عدنان العجرمي. وحول استقبال الفيلم اعلاميا في مصر،يقول حمد،بعد اعلان فوزي بالجائزة القيت كلمة قصيرة واهديت الجائزة الى شهداء الثورة،ووجدت نفسي بين وسائل الاعلام التي اشعرتني بكياني كفنان،ووضعوني في دائرة الضؤ،واحتفوا بي كاني واحدا من ابناء مصر. لقد عاد حمد نجم من القاهرة وهو يحمل جائزة باسم الاردن،وكالعادة لم تهتم وسائل الاعلام الاردنية بهذا الانجاز،خاصة انه يمثل الاردن،وان الفائز هو شاب يستحق الاهتمام والاحتفاء به،وفي الوقت الذي احتفت به وسائل الاعلام بهذا الفوز،فان وسائل الاعلام الاردنية لاتزال واقفة على مسافة بعيدة… هناك.