ما هذا الكرم “المولاتي والسوبرماركتاتي” الذي هبط فجأة على تجار المواد الغذائية !! فوق الجسور، على الميادين، تحت الأنفاق، أمام المساجد ،على الجزر الوسطية، على الواجهات المرتفعة، فوق محلات تصليح الصوبات..لافتات حمراء وزرقاء فاقع لونها: “عرض خاص اشترِ بقيمة 25 ديناراً واحصل على 10 كيلو سكّر مجّاناً”..لا استطيع أن أتخيل أن هذا السخاء قد هلّ هكذا “لله بالله” على جماعتنا، فإما ان يكونوا قد “تسلبطوا” على باخرة سكر مشكوك في أمرها أو يكونوا قد “سمطونا” بالسعر في باقي المواد ومنحونا “شتلة” سكّر على سبيل المكافأة…
من جانب آخر بما ان ثلث الشعب الأردني “متلبّسه السكّري” ولن يستطيع الاستفادة من هذا العرض ، هل هناك مجال لاستبدال كيس السكر أبو العشرة ، بعلبة “سكّرين” ام السبعة” وعندها نكون خالصين مالصين .
على اية حال وأنا أقرأ اللافتات المزروعة من عمان إلى الرمثا ،والتي تبدأ بفعل أمر وتنتهي بفعل أمر “..اشتر…واحصل”…خطر ببالي لماذا لا تقوم هيئة مكافحة الفساد بنفس الترويج الذي تقوم به المولات الكبرى …يعني بما أننا لا نستطيع استرجاع المليارات التي سافرت “one way” على الخطوط الجوية البريطانية ، كما لا نستطيع ان نستخرج من تحت أسنان المتشدّقين باسم الوطن فلساً واحداً بعد أن أكلوه و”نكّشوا” أسنانهم بعظامنا ، ولا نستطيع ان نوقف “دوري الفساد” الذي يقوم نظامه على “المقضوب من مرة واحدة”.. لماذا لا نعمل عرض خاص للفاسدين…مثلاً : اسرق 25 مليون..ودرّس 100 طالب جامعي… هرّب 50 مليون دينار…واعمل صيانة لعشرة مدارس في مناطق نائية…سارع الآن: أغلق ملفّك بس…بـ”تزفيت”شارعين بـ”محافطتك”..المدة محدودة…لا تفكر ولا ع بالك :بدون تحقيق وبدون شكاوى اغسل أموالك..بس بوحدة غسيل كلى!! ….”اخي الفاسد أختي الفاسدة…جهاز التنظير عليك..وقرار التبرير علينا”…وغيرها من العروض التي تطرح كل شهر وحسب الفصول وتقلبات الطقس …على الأقل نستطيع ان “ننتش” شيئاً من أموال البلد المنهوبة ولو “مسطرين” أو “مغيّطة سروال” أم الشلن:
ما دام..هيك هيك..”رايحات..رايحات”..
غطيني يا كرمة العلي