- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

عائلات تكسر أنياب الفقر بنبش الحاويات

الاهالي – “الفقر.. سبب عملنا في نبش حاويات القمامة”، الكلمات السابقة لسان حال أطفال ونساء ورجال امتهنوا نبش الحاويات لسد رمق عائلاتهم بعد وصولهم لمرحلة العوز.

معاناة يومية أصبحت مناظر مألوفة، قادت «كاتبة التحقيق» إلى النزول إلى عالم «نابشي الحاويات»، لتسجل قصصا لأناس «يسعدهم أن يزداد الناس ترفا لتلقى لهم نفايات أكثر، تدر عليهم مزيدا من المال».

صالح «أبو محمد» -38 عاما – يقف داخل إحدى حاويات جبل عمّان، ويجمع في كيس ما وجده من حديد وبلاستيك، يقول: «مضى أكثر من 22 سنة على عملي في تنقيب القمامة واستخراج المواد البلاستيكية والحديدية والكرتونية وبيعها للتجار بأسعار جيدة».

ويتابع توفي والدي وعمري 15 عاما ولم أجد أمامي مهنة غير نبش الحاويات لأطعم والدتي وشقيقتي، مضت السنون وتحول النبش إلى مصدر رزق يومي، فتزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء أكبرهم عمره 17 سنة وأصغرهم عمره 10 سنوات يعملون معي في نبش الحاويات.

ويشير إلى أنه لم يلحقهم في المدارس: «لأني أريدهم أن يتعلموا مهنة يجنون منها دخلا شهريا جيدا دون أن يحتاجوا لأحد فمدخولي مع أولادي الثلاثة يصل إلى أكثر من 700 دينار».

عدد نابشي الحاويات ليس معروفاً بالتحديد، إلا أن أمانة عمان أجرت منذ ثلاث سنوات دراسة حول «منظومة تدوير النفايات بطريقة غير رسمية على ثلاثة آلاف نابش حاوية ومائة متعهد» تبين أن غالبية العاملين في نبش الحاويات رجال أميون إلا أن اللافت للانتباه أن الأطفال بدأوا يدخلون بقوة إلى هذا العمل وفقا لمشاهدات «الرأي».
الفقر أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع هؤلاء لنبش الحاويات واكتساب الرزق وفقا للدراسة، وأحيانا يقوم بهذه المهمة أطفال لم يبلغوا سن الرشد ولم يكملوا تعليمهم الإلزامي، ورياض (15 عاما) واحد منهم ويعتبر من أشهر غطاسي حاويات القمامة في المدينة الرياضية، ولقب الغطاس يطلقونه على من ينبش الحاويات.

ويقول رياض -يعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد-: «بعد أن طلق والدي أمي قبل أربع سنوات غادر أبي إلى العراق، ولم أجد من يساعدني في إعالة أسرتي، فلجأت إلى «نبش الحاويات»!

ولا يكاد يمر يوم على سكان منطقة المدينة إلا ويشاهدون رياض يغطس في الحاويات التي يزيد عددها عن 40 حاوية يرافقه معن (14 سنة) ونواف (13 سنة) وزياد (14سنة)، يركبون (دوابهم) ويجولون على الحاويات يستخرجون منها مواد مختلفة (…).

“كاتبة التحقيق” رافقت رياض وزملاءه لتعيش معهم معاناة يومية عمرها أربع سنوات.

بدأت جولة رياض في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة «فالحاويات تكون زاخرة بأشياء ثمينة مساء يوم الخميس بسبب الأفراح والاجتماعات العائلية، وتكون النفايات متنوعة ومردودها المالي كثير».
ترّجل «المعلم رياض» عن حماره المربوط بعربة، وأخرج عصا خشبية، ليبدأ نبش أول حاوية بعد أن أدخل أكثر من نصف جسده فيها، فالتقط بين يديه حقيبة ممزقة تحتوي أدوات مدرسية قديمة وكتبا مهترئة والعديد من خردوات ملوثة بالقاذورات فنظفها بقطع قماش بالية.

وبعد مضي ساعتين برفقة رياض تمكن من نبش أكثر من عشر حاويات وملأ عربته بالكامل.

حان وقت الاستراحة، فتناول رياض وزملاؤه الإفطار، واحتسوا الشاي ودخنوا السجائر!، وباشروا بفرز ما قاموا بتجميعه بطريقة منظمة.

استغرق الفرز ساعة وحضرت سيارة «بك اب» فيها اثنان الأول يقوم بمهمة السواقة والآخر يجلس إلى جانبه، … كان الأطفال قد حذروا «كاتبة التحقيق» من الظهور أمام السائق ومرافقه فطلبوا منها الاختباء فقد يتعرض رياض ورفاقه للضرب في حال اكتشفا وجود صحافة في المكان، لأن هذين الرجلين يقومان بشراء حصيلة النبش وبيعها لمتعهدين دون رغبة منهما في الظهور.

«كاتبة التحقيق» التزمت بتنفيذ رغبة الأطفال وتوارت خلف أحد الأسوار لترصد ما يحدث، حيث ترجل الشاب الذي يجلس بجانب السائق وأخذ يتفحص القطع المفروزة بعصا، وبعد فحص استمر قرابة نصف ساعة قام الأطفال بوضع كل ما استخرجوه من الحاوية في صندوق السيارة، وتقاضى رياض الثمن من الشاب.

وبعد مغادرة السيارة، سألنا رياض لماذا لم يسلم هذا الشاب كل طفل أجرته، فأخبرنا أنه المسؤول عن توزيع الأجور.

ويؤكد رياض أنه يطبق نظام عمل «المياومة» على زملائه، مشيرا إلى أنه يعاقبهم إذا تقاعسوا بتخفيض أجرتهم، بالمقابل يعطيهم مكافآت وإجازات أسبوعية، ويتحمل المسؤولية إذا ما تعرضوا للخطر، فهو يضطر لحمايتهم وإخفائهم من الشرطة والتنمية الاجتماعية و«زعران الشوارع».

ويوضح أن «هناك منافسة في العمل، وتحدث مشاجرات عندما تكون الحاويات عامرة، وبالتالي يحتاج زملاء
رياض إلى دعمه وهو المعروف بقوته ودفاعه عن زملائه.

وفي استفسار ما إذا كانت أسرة رياض تتقاضى أية مساعدة من جهات رسمية، يقول «لقد طرقت أبوابا كثيرة ولم أجد ردا إلا من حاويات القمامة».

ويختتم رياض حديثه بحلمه الذي ينتظر تحقيقه، وهو الوصول إلى درجة امتيازات غطاسي حاويات قمامة «عبدون والصويفية» لأنهم مصنفون حسب تصنيفات المتعهدين (الذين يشترون ما يجمعه نابشو الحاويات) بفئة «VIp». ويوضح «إن غطاسي حاويات المناطق الراقية يحظون بأضعاف أجورنا، والحاويات هناك تزخر بالأشياء الثمينة».

متعهدون

واصلت «كاتبة التحقيق « جولتها إلى منطقة «حي نزال» لكن هذه المرة مع فئة متخصصة بإدارة «نابشي الحاويات» -والذين يطلق عليهم متعهدو نابشي الحاويات- بعد موافقة «أبو العبد» متعهد منطقة حي نزال ومناطق أخرى على رصد آلية عمل نابشي الحاويات الذي يعملون لديه.

بدأ عملهم في الساعة الحادية عشرة صباحا وقبل وصول كابسات النفايات التابعة لأمانة عمان لإفراغ الحاويات، يقوم «أبو العبد» بإيقاف إحدى سياراته «البك أب» فيقفز منها طفلان إلى داخل الحاويات وينبشونها بالكامل.

دقة معاينة الأطفال للخردوات التي يجدونها لافتة للانتباه، فهم يلقون ما لا يعجبهم بعيدا غير مكترثين للفوضى التي تحدث حول الحاوية.

ويشرح «أبو العبد» آلية العمل قائلا: «نستعين بجمع النفايات بوسائل مختلفة مثل سيارات نقل «بك أب» والدواب، ونقوم بنقل النفايات إلى إماكن مخصصة فنفرزها تمهيدا لبيعها».

ويؤكد أن أجرة نبش حاويات عمان الغربية تختلف عن الشرقية بسبب ما تزخر به الأولى من مستخرجات ثمينة كالأجهزة الكهربائية والساعات والملابس الجديدة (…)، موضحا «إن الأجرة اليومية لنابش حاويات المناطق الراقية، تصل إلى أكثر من خمسة عشر دينارا يوميا، لكن بالنسبة للحاويات الأقل حظا فبالكاد تصل إلى سبعة دنانير.

حاويات المطاعم واحدة من المناطق المستهدفة فقد يجد النابش فيها ملاعق وعلب المشروبات الغازية والصحون (…) ورامز (14 عاما) واحد من هؤلاء الذين يفضلون البقاء في محيط المطاعم بدلا من التجول طيلة النهار في أماكن متباعدة، فهو يفتش حاويات المطاعم في جبل الحسين.

ويقول «أبحث في الحاويات عما أستفيد منه سواء أكان طعاماً أو ملابس أو أحذية أستطيع استخدامها»، مشيرا إلى «أنه يبحث ليلا في الحاويات وتشاركه في البحث أحيانا كثيرة القطط والكلاب والجرذان».
جميل عزام -يعمل في احد المطاعم -، يقول: «نرى رامز يوميا بالقرب من الحاويات يبحث في بقايا الأشياء، وعندما نحاول مساعدته يقول لنا: إذا أردتم مساعدتي جدوا لي عملا».

ضحايا الآباء

ولأن عددا كبيرا من نابشي الحاويات من الأطفال نجد أن غالبيتهم تسربوا من المدارس دون إكمال مرحلة التعليم الإلزامي، واللافت أن بعض الآباء يدفعون أبناءهم إلى مثل هذه «الأعمال» طمعا بالنزر اليسير من المال.

عهود (14سنة) كانت تجر عربة يجلس بها شقيقها واسمه عثمان (5سنوات)، متجهه إلى إحدى الحاويات في ضاحية الأقصى، حاولت إخفاء وجهها عن الكاميرا، وأخذت تبكي وتتوسل «أرجوكم ما تحبسوني أنا بدي أطعمي إخواني»!

وتقول: «علمني والدي «نبش الحاويات» وأفهمني أنها أفضل من الدراسة، وبعد مضي عامين من نبش الحاويات تأكد لي أن هذا العمل قذر، وأن الناس يعتقدون أننا متسولون».
وتختم عهود «والدي يقول لي دائما: «إذا لم أنبش الحاويات لن أستطيع إطعام أشقائي».

أمراض معدية

مخاطر عديدة تهدد نابشي الحاويات أهمها الإصابة بأمراض قد تؤدي إلى الموت، وذلك لما تحويه الحاويات من تلوث ونفايات خطرة.

ويحذر مساعد مدير إدارة الرعاية الصحية في وزارة الصحة الدكتور بشير القصير من إصابات قد يتعرض لها نابشو الحاويات قد تصل إلى الموت مثل الإصابة بجرثومة (التيتانوس) المعروفة بالكزاز وتنتقل إلى الإنسان عند تعرضه لجروح ملوثة.

ويوضح: «هذه الجرثومة منتشرة على الأسطح الملوثة، وللأسف الشديد قد تصل الخطورة إلى الموت إذا لم يعط الشخص المصاب المطعوم».

ويضيف: «قد يتعرض هؤلاء إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل داء الكلب، والكبد الوبائي، بسبب ما تحتويه الحاويات من نفايات طبية ومنزلية خطرة تحتوي مثلا على دماء ملوثة، أو الإصابة بالأيدز إذا لامسوا هذه النفايات».

وبهذا الخصوص يؤكد الدكتور القصير أن دور وزارة الصحة هو التوعية والتثقيف، بالإضافة إلى مراقبة عمل أمانة عمان خاصة فيما يتعلق بغسل الحاويات وتعقيمها اليومي بالمبيدات الحشرية، خوفا من انتشار الحشرات داخل وأمام حاويات القمامة وبالتالي تتحول إلى مكاره صحية خطرة في مناطق سكنية.

ويؤكد مدير ملف البيئة والنظافة في أمانة عمان المهندس حسن العجارمة أن ظاهرة نبش الحاويات يجب التصدي لها وإيجاد الحلول، خاصة أن نبش الحاويات يربك عمل الأمانة.

وبحسب المهندس العجارمة: «لا يهتم نابشو الحاويات، بما قد يصيبهم من أمراض مختلفة، وما يسببونه من كوارث بيئية، بسبب تركهم لمحتويات النفايات بعد نبشها ملقاة في كل مكان وقذفها في الشارع وأحيانا على الأرصفة والأماكن المخصصة لانتظار الحافلات.

وعن الإجراءات التي تتخذها أمانة عمان بحق «نابشي الحاويات» يؤكد العجارمة: «لا يوجد نص قانوني يحاسب هذه الفئة».

ويتابع: «وللحد من هذه الظاهرة قامت أمانة عمان مؤخرا بتنفيذ تجربة في منطقة «أم اذينة» نتمنى أن تنجح في جميع مناطق عمان والمحافظات، وهي تخصيص حاويات بألوان مختلفة تعتمد على فرز النفايات من قبل المواطنين قبل إلقائها في حاويات القمامة».

ويوضح أن النفايات البلاستيكية توضع في أكياس وحدها دون النفايات الأخرى، وتلقى في حاوية ذات إشارة الخضراء، والنفايات العادية تلقى في حاوية ذات لون أحمر، وهكذا.

ويضيف: لم تكتف الأمانة بإجراءات خاصة بتحديد مواعيد إخراج النفايات، بل قامت بتعيين مراقبين على مدار الساعة لمراقبة نابشي الحاويات والتبليغ عنهم لكن النتائج كانت محدودة جدا، لافتا إلى أن هناك عددا من «عمال الوطن» يعملون أيضا بنبش الحاويات.

ويدعو العجارمة إلى تكافل الجهات المختصة مع أمانة عمان للحد من هذه الظاهرة والعمل على إيجاد قانون يحاسب من يقوم بنبش الحاويات، وعدم اعتبار هذا العمل مهنة.

ويشدد المهندس العجارمة على استحالة حصر عدد نابشي الحاويات بسبب استمرار ازدياد ممتهني هذا العمل.

وفي سؤال لأمانة عمّان حول بقاء النفايات لساعات طويلة في الحاويات الأمر الذي يعطي النابشين وقتا أكبر للتجوال عليها ونبشها، يقر المدير التنفيذي لأسطول نقل آليات حاويات القمامة في أمانة عمان الكبرى المهندس حسام النجداوي أن هناك أزمة حقيقية في آلية نقل نفايات الحاويات بسبب التقصير في صيانة المركبات، وهناك آليات أصبحت غير صالحة للعمل منذ أكثر من ست سنوات وما زالت تعمل لكن بشكل ضعيف وسيئ وتكثر فيها الأعطال ما يربك نقل النفايات.

ويشير إلى وجود أكثر من ألفي مركبة (آلية نقل) موزعة على مختلف مناطق عمان تتناوب يوميا على ثلاث فترات وتقوم بنقل النفايات، لافتا إلى أن الأمانة تعمل جاهدة لحل هذه المشكلة ومن المتوقع تجاوز هذه الأزمة خلال السنوات الخمس المقبلة.

إحصاءات

ويقول مسؤول مشروع إدارة النفايات الصلبة في أمانة عمان المهندس أحمد حياصات إن أمانة عمان ومنذ ثلاث سنوات قامت بتنفيذ دراسة علمية حول نابشي الحاويات ولم تكتمل بعد، وهذه الدراسة عبارة عن منظومة تدوير النفايات بطريقة غير رسمية تبدأ من نابش الحاويات ومن ثم المتعهد وتنتهي بالمصانع.

وأجريت الدراسة في مناطق مختلفة في عمان، وفي أوقات مختلفة، شملت ثلاثة آلاف «نابش حاوية»، ومائة متعهد، أما المصانع فعددها محدود منها مصانع الكرتون والورق والبلاستيك والحديد.

ويوضح الحياصات: «خرجنا بنتيجة ان (99%) من هؤلاء النابشين هم من فئة الرجال ومتوسط أعمارهم من (18-49) سنة، و(65%) يعمل منهم اثنان من عائلة واحدة في نبش الحاويات، و(60%) متزوجون، و(25-40%) لا يعرفون القراءة والكتابة، أميون، و(40%) منهم يمتهنون نبش النفايات ويعيلون عائلاتهم من خلالها وهي مصدر رزقهم الوحيد.

ويصف الحياصات هذه الدراسة بخارطة الطريق لإدارة النفايات للـ(15) سنة مقبلة، والغاية من هذه الدراسة وضع استراتيجية سلسة لإدارة التدوير، مشيرا إلى ضرورة حل المشكلة حيث تؤكد نتائج الدراسة أن السبب الرئيسي لزيادة انتشار ظاهرة تنبيش الحاويات هو «الفقر المدقع»، داعيا إلى ضرورة تكاتف مؤسسات المجتمع المختصة لحل هذه الظاهرة بدراسة أوضاع «نابشي الحاويات» وخاصة الأطفال، وإنشاء قاعدة بيانات بأسمائهم وحالاتهم وعناوينهم.

ويضيف الحياصات: يجب العمل على إيجاد مظلة تشرف عليهم مثل نقابة خاصة بهم أو جمعية، وضرورة دراسة
أوضاعهم على أرض الواقع.

ويشدد على ضرورة إعادة الأطفال من نابشي الحاويات إلى مقاعد الدراسة، لافتا إلى أن هناك أطفالا يمتهنون هذه المهنة لإعالة أسرهم وهنا يجب العمل على دراسة أوضاع أسرهم وإيجاد الحلول والبدائل لإعالتها بدلا منهم.

ويؤكد رئيس قسم التوعية والتثقيف البيئي في أمانة عمان المهندس عمر عربيات أن هذا الإجراء يتم بالنسبة للاطفال اما الشباب الذين يمتهنون هذه المهنة فيجب تفعيل العمل معهم بطريقة رسمية وتحت مظلة قانونية.

ويشير إلى أن هذا الأمر ليس سهلا، والسبب يعود إلى صعوبة إقناع العاملين بهذا العمل، لأن العمل بمهن رسمية سوف يكون محدد الأجر، ومنظما بأمور رقابية مختلفة، أما عملهم الحالي فالأجر فيه متباين ودون رقابة وفيه مخاطر، لافتا إلى أن التفاوض معهم صعب جدا بهذا الخصوص.

ويؤكد الناطق الإعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الهروط أن جمع النفايات من الحاويات أصبح وسيلة للكسب السريع، وفي حال ضبط وزارة العمل لأي طفل يقوم بتنبيش الحاويات تتم إحالته إلى وزارة التنمية الاجتماعية.

ويضيف: نقوم بدراسة حالته وإذا كانت أسرة هذا الطفل تشكل خطرا عليه، يتم تحويل القضية إلى المحكمة ونقدم شكوى ضد أسرته لحمايته.

ويوضح الدكتور الهروط «وصلتني إحدى الحالات لسيدة وأطفالها يقومون بنبش الحاويات، وعند مراقبتي لهذه السيدة ودراسة وضعها تبين أنها تتقاضى مساعدة من صندوق المعونة الوطنية، وليس كما ادعت بأنها لا تتقاضى أية مساعدة من أية جهة».

قانون لحماية الأطفال

ويؤكد مدير البرامج في المجلس الوطني لشؤون الأسرة محمد مقدادي أن المجلس الوطني لشؤون الأسرة قام وبالتعاون مع مؤسسة (CHF) الدولية ومؤسسة كويست سكوب للتنمية الاجتماعية، وكل من وزارة العمل ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم بتطوير وثيقة «الإطار الوطني لمكافحة عمل الأطفال» والذي أقر من قبل مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 23 آب 2011.

ويتابع ولغايات مكافحة عمل الأطفال بكافة أشكاله، فقد بين الإطار الوطني أنه لا بد من التركيز على الفئات الأخرى التي لم يتم ذكرها ضمن قانون العمل، والتي تعد أوجها أخرى لعمل الأطفال وتعامل معها من خلال استحداث مصطلح الأطفال الملحقين في العمل، وهم المتسولون والعابثون في النفايات والباعة المتجولون.

ويؤكد أن وزارة التنمية الاجتماعية تولي موضوع الأحداث والأطفال المحتاجين للحماية والرعاية عناية خاصة، حيث يعمل أكثر من 120 مراقب سلوك في كافة أنحاء المملكة، وتندرج ضمن مهامهم العديد من المسؤوليات تجاه الأطفال المعرضين للخطر.

موضوع نبش حاويات القمامة متشعب إلى حد كبير لصعوبة ضبط هذا العمل، إلا أنه لا بد من مواجهة أسبابة بحلول عملية وبخاصة لعائلات تكابد الفقر ولأطفال تسربوا من المدارس.

أمل أبو صبح