- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

5,4 مليار دولار تعهدات المانحين في مؤتمر إعادة اعمار غزة

الاهالي – تعهدت الدول المانحة المشاركة في مؤتمر إعادة اعمار غزة في القاهرة يوم الاحد الثاني عشر من تشرين اول اكتوبر بتقديم 5,4 مليار دولار للفلسطينيين ولكنها الحت على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال وزير خارجية النرويج بورغ بريندي في ختام المؤتمر ان المانحين تعهدوا بتقديم مساعدات “قيمتها قرابة 5،4 مليارات دولار” للفلسطينيين.
وأضاف ان “نصف هذه المساعدات ستخصص لإعادة اعمار غزة”، مشددا على ان المانحين “الزموا انفسهم ببدء سداد هذه المساعدات في اقرب وقت ممكن من اجل تحقيق تحسن سريع في الحياة اليومية للفلسطينيين”.
وأكد ان رئاسة المؤتمر التي تولتها النرويج بالاشتراك مع مصر، “تلح على المجتمع الدولي ان يلتزم بتعهداته وان يقدم مساعدات سخية خلال السنوات المقبلة”.
وعلى الفور رحب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني رئيس لجنة اعادة اعمار غزة بنتائج المؤتمر. وقال الدكتور محمد مصطفى لوكالة (فرانس برس): “انها نتيجة عظيمة وتصويت جلي لصالح الشعب الفلسطيني”.
ووعدت قطر، على لسان وزير خارجيتها خالد العطية، بتقديم مساعدات قدرها مليار دولار وهو اكبر رقم اعلنته دولة مشاركة في المؤتمر.
وكان لافتا عدم اعلان السعودية أي تعهدات في المؤتمر ولكن حسن العطاس، المدير العام لصندوق التنمية السعودي قال لوكالة (فرانس برس) “اعلنا من قبل عن مساعدات قيمتها 500 مليون دولار شهريا وهذا يكفي، لن نعلن مساعدات جديدة”.
واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان الدول الاعضاء في الاتحاد ستقدم في الاجمالي 450 مليون دولار خلال العام 2015 للفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده ستقدم 212 مليون دولار مساعدات اضافية للفلسطينيين.
وتعهدت الكويت بتقديم 200 مليون دولار على 3 سنوات، وكذلك اعلنت دولة الامارات العربية عن تقديم مساعدة قيمتها 200 مليون دولار.
غير ان المانحين اعربوا بوضوح عن مخاوفهم من ان تذهب مساعداتهم سدى مرة اخرى اذا لم يتم التوصل الى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وكان وزير الخارجية الاميركي الاكثر صراحة معبرا عن ذلك بلا مواربة.
وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، صرح كيري “اقول بوضوح وعن اقتناع عميق اليوم ان الولايات المتحدة تظل ملتزمة كليا وتماما بالعودة الى المفاوضات ليس من اجل المفاوضات ولكن لان هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك”.
واضاف كيري الذي كان يجلس على المنصة الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون “لا اعتقد ان أي شخص في هذه القاعة يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس الطاولة للحديث عن اعادة اعمار غزة” بسبب التقاعس عن “التعامل مع القضايا الاساسية” التي تؤدي الى تكرار النزاع.
وتابع “ان وقف اطلاق النار ليس السلام، ينبغي ان نعود الى طاولة (المفاوضات) وان نساعد الناس على القيام بخيارات صعبة، خيارات حقيقية حول ما هو اكثر من وقف اطلاق النار لأنه حتى وقف اطلاق النار الاكثر ديمومة لا يمكن ان يكون بديلا عن السلام لتحقيق امن اسرائيل ولإنشاء دولة وضمان الكرامة للفلسطينيين”.
وكان السيسي خاطب في كلمته الافتتاحية اسرائيل بالقول ان “الوقت حان لإنهاء النزاع مع الفلسطينيين”.
واضاف السيسي امام المؤتمر الذي شارك فيه موفدون من نحو خمسين بلدا بينهم وزراء خارجية حوالي ثلاثين بلدا وممثلو هيئات اغاثية ومنظمات دولية “اقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لإنهاء النزاع”.
بدوره، حذر بان كي مون من ان الوضع في قطاع غزة لا يزال قابلا للاشتعال في اي لحظة.
وقال بان كي مون “غزة لا تزال برميل بارود، الناس بحاجة ماسة الى رؤية نتائج (تشكل تحسنا) في حياتهم اليومية”.
من جانب اخر، اعلن الامين العام للأمم المتحدة انه سيتوجه الثلاثاء الى قطاع غزة في اول زيارة له منذ حرب هذا الصيف.
وقال في مؤتمر صحافي ان الوضع في غزة لا يمكن حله بدون تسوية شاملة، داعيا الاسرائيليين والفلسطينيين الى استئناف محادثات السلام.
وقال “يجب الا نغض النظر عن الاسباب العميقة للأعمال الحربية الاخيرة: القيود التي يفرضها احتلال (اسرائيلي) منذ حوالي نصف قرن والانكار الدائم لحقوق الفلسطينيين وعدم احراز تقدم ملموس في مفاوضات السلام”.
ولم تقتصر خسائر الحرب بين اسرائيل من جهة وحركة حماس والفصائل الفلسطينية من جهة ثانية على مقتل اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين و73 اسرائيليا معظمهم عسكريون.
واصبح حوالي مئة الف فلسطيني بلا مأوى في القطاع الصغير والمكتظ بالسكان. وقبل الحرب، كان 45% من القوة العاملة و63% من الشباب يعانون من البطالة.
وتقول منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان المعارك ادت الى تدمير 80 الف منزل كليا او جزئيا والكثير من مرافق البنى التحية وشبكات توزيع الماء والكهرباء.
ويتوقع ان ينخفض اجمالي الناتج المحلي بنسبة 20% خلال الاشهر التسعة الاولى من 2014 مقارنة مع 2013، في حين لا تزال غزة تخضع لحصار اسرائيلي محكم. ويعاني قسم كبير من سكان القطاع من الفقر.
ووضعت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية خطة تفصيلية لإعادة الاعمار بقيمة اربعة مليارات دولار، وان كان الخبراء يرون ان القطاع بحاجة الى مبالغ اكبر من ذلك وان العملية ستستمر عدة سنوات.
ويعول جزء كبير من الاسرة الدولية على مزيد من الاستقرار السياسي في غزة مع المصالحة التي جرت مؤخرا بين السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس وحركة حماس التي تسيطر على القطاع