| نشر في سبتمبر 10, 2014 12:54 م | القسم: شؤون فلسطينية | نسخة للطباعة :
الاهالي – في الوقت الذي اضطر كل سكان قطاع غزة للهرب للمناطق الآمنة بعيدا عن مناطق النزاع ، وتجنبا لسقوط الصواريخ في المناطق الآمنة على رأس المدنيين ، وحفاظا على أروح الأطفال والنساء والشيوخ ، إلا أن هناك رجال يتبعون للإدارة العامة لهندسة المتفجرات ، ضحوا بأنفسهم خلال الحرب على قطاع غزة لدرء الخطر عن المواطنين وإزالة اى أجسام مشبوهة وصواريخ سقطت بين المواطنين ولم تنفجر .
إحساس بالخوف حينما تتحدث مع هؤلاء الرجال ويبلغوك ان بعض الصواريخ لم تنفجر نتيجة خلل بسيط جدا مثل ‘ رملة او غبرة ‘ ، ليصدمك بعدها ويقول انه يقوم بحمل الصاروخ ونقله لمكان امن بعيد عن مناطق السكان المدنيين .
الادارة العامة لهندسة المتفجرات هى جهاز يتبع لوزارة الداخلية كاحد الاجهزة الشرطية ، يهتم بازالة الخطر عن المواطنين ورفع الاجسام المشبوهة من المناطق السكنية .
النقيب احمد ابو دية مدير مكتب ادارة هندسة المتفجرات فى مجمع الجوازات ، قال ان الطواقم الهندسية تعاملت مع كل الصواريخ خلال فترة الحرب ، وعملت دون تعب او كلل او ملل .
وقال ابو دية لدنيا الوطن’ طبيعة عملنا هو خطير جدا ، وخلال الحرب كنا نتلقى اتصالات من عمليات الشرطة فى كل مدينة ، ونتوجه الى الاجسام المشبوهة او القنابل على الرغم من الخطر المحدق بنا ، واستهداف سيارات الاسعاف والمدنيين والصحفيين ومكاتب التاكسى ، الا اننا عملنا من اجل تأمين هذه الصواريخ ووضعها فى مناطق امنة بعيدة عن السكان ‘ .
وما يزيد الخطر المحيط بعملهم ان طرق التعامل مع هذه الصواريخ هى طرق بدائية لقلة الامكانيات المتوفرة وتهالك المعدات لدى الطاقم ، حيث يتم التعامل مع هذه الصواريخ والاجسام المشبوهة فى دول العالم باخلاء الحى باكمله الذى تتواجد فيه هذه الاجسام ، ويتم التعامل معها عن بعد .
قد تنحبس انفاس اى زائر لمكان تجمع الصواريخ داخل مجمع الجوازات متوقعا انفجار اى صاروخ لحظة الاقتراب منه ، وخاصة ان بعض هذه الصواريخ هو خطير جدا وقد ينفجر فى اى لحظة ، ولكن يعود لك الشعور بالثقة بعد يسرد لك الطاقم كيفية نقل الصاروخ من وسط المنازل الى هذا المكان .
وتابع ابو دية ‘ حسب خبرتنا نتعامل مع الصواريخ والقنابل التى لم تنفجر بازالة الصاعق او التايمر من هذه الصواريخ ، لازالة الخطر عنه وينقل لمكان امن داخل مجمع الجوازات ، حيث سيتم اتلاف هذه الكميات فى الايام المقبلة ، كما تم اتلاف ما يقارب 5 اطنان من المتفجرات ، كانت قد ازيلت من منطقة رفح وخانيونس خلال فترة الحرب ‘ .
وبحسب حديثه ان بعض الخبراء الاجانب الذين شاهدوا الصواريخ وهذه الكميات لم يتعرفوا على بعضها ، مشيرا الى ان اسرائيل فى بعض الاوقات لا تعلن عن صواريخها الا بعد تجربتها فى قطاع غزة ، على اعتبار ان قطاع غزة هو حقل تجارب للصواريخ والقذائف على حساب ارواح الابرياء .
انواع الصواريخ المستخدمة فى الحرب على غزة
ومن اكثر الصواريخ التى استخدمت فى الحرب على قطاع غزة ، هى قذائف الدانا عيار 155 تضرب من سلاح المدفعية ، حيث تضرب هذه القذائف من الدبابات الحدودية التى تحمل مدفع طويل ، وبامكان هذا المدفع ضرب اى قذيفة من بيت حانون لتصل الى رفح ، كما بامكانها ضرب قذيفة من الحدود لتصل الى البوارج الحربية داخل البحر .
ويوجد لهذه القذيفة ثلاثة انواع الاول قذيفة تدميرية تضرب باحداثيات فى امكان محددة كما تضرب ايضا بشكل عشوائى تجاه منازل المواطنين كما تم استخدام هذه الطريفة العشوائية بكثرة فى منطقة الشجاعية والمناطق الحدودية ، والثانى قذيفة انارة حيث تنفجر هذه القذيفة بعد مدة من الزمن خلال انطلاقها فى الجو لتخرج منها فانوس انارة بارشوت يضيئ المنطقة باكلمها حسب ما هو محدد ، والثالثة هى قذيفة دخانية وتضرب للتغطية قبل دخول واجتياح اى مكان او الخروج منه او سحب معدات او قتلى من المكان او تحديد اماكن رجال المقاومة ، وتحرق اى منزل تقع عليه هذه القذيفة ، كما ان القذيفة الفارغة حينما تسقط على المواطنين تقتل من تصيبه ، كما تدمر كتلة باطون ومنازل بعد سقوطها عليه ، وتتميز بتنقل القذيفة الفارغة وسيرها بعدة اتجاهات بعدما تصيب اول جدار يتغير مسارها لعدة اتجاهات ، ووزنها 35 كيلو.
والنوع الثانى من الصواريخ المستخدمة ضد قطاع غزة ، ام كى امريكية الصنع ومخصصة هذه الصواريخ للالغام الكبيرة وتضرب بطائرات الاف 16 ، حيث تم استخدام هذه القوة المفرطة باستهداف منازل المواطنين الابرياء ، ويوجد لهذه الصواريخ عدم انواع منها ام كى 82 ووزنها 250 كيلو ، وام كى 83 ووزنها 500 كيلو ، وام كى 84 ووزنها طن ، بقوة تدميرية هائلة ، وطوله ما فوق 3 امتار ، حيث تم استهداف برج الظافر بصاروخين من نوع ام كى 84 ، كان كفيلا باسقاطه خلال الصاروخ الثانى ، وتم استخدام نفس الصاورخ بتدمير عدة منازل اخرى لمواطنين مدنيين .
والنوع الثالث من الصواريخ المستخدمة فى الحرب ضد قطاع غزة ، سلاح افعى المدرعات ، وهو ما يسمى بالبرميل ، فحين مشاهدته قد يحسبه البعض برميل ذخيرة او مواد غذائية للجنود ، ولكن حقيقة هذا البرميل او ما يسمى افعى المدرعات ، هو افعى طائرة يتم توجييه من مدفع ارضى خاص على الحدود ، يجره صاروخ موجه للوصول للهدف ، حسبما ذكرت مصادر عبرية عن هذه الافعى ، وحين سقوط هذا البرميل فى المنطقة المتسهدفة ، يخرج منه متفجرات سى فور شديدة الانفجار بوزن 700 كيلو على شكل افعى متصلة بطول 35 متر ، ويقوم بتدمير شارع كامل ، حيث تنفجر الافعى السلسلة بمجرد انتهاء خروجها من البرميل بتقنية خاصة تتيح الانفجار لحظة الخروج الكلى منه .
وتم صناعة هذه البراميل والافعى واستخدامها ضد هضبة الجولان والمناطق المفتوحة لتدمير الالغام ،واختراق الحصون وتأمين دخول الدبابات ، لخلو المنطقة من المدنيين كما افاد لدنيا الوطن، ولكن فى قطاع غزة تم استخدامه فى كل المناطق الشرقية وتم ازالة عدة براميل من منطقة دير البلح والشجاعية .
بالاضافة لصاروخ خطير يسمى نمرود حيث يتم توجيهه بدقة باتجاه الهدف ، وهو من ضمن الصواريخ التى استخدمت بكثرة خلال الحرب على القطاع .
والنوع الثالث من الصواريخ المستخدمة ضد قطاع غزة ، هو سلاح قذائف الوقود الجوى وطوله 120 سم ، وفى مقدمته اسطوانة تحتوى على مادة كيميائية مشتعلة ، تدخل الى اماكن محددة وتنفجر ، وتدخل فى الارض مسافة نصف متر تقريبا مشتعلة ، ويضرب من الدبابة الميركفاة ضمن احداثيات خاصة توصله للهدف ، ويقوم باحراق وتدمير اى الغام ارضية .
وتحتوى على مادة اثولين تنفجر على مرحلتين بشكل قوى جدا ، ويعرض من يستنشق هذا الغاز الناتج عن الانفجار لامراض الدم والسرطان ، ويسبب الانفجار ضغط هواء قوى جدا .
والنوع الرابع من الصواريخ المستخدمة ضد قطاع غزة ، وهى صواريخ تسمى جى بى يو ، حيث تمتلك اسرائيل 55 صاروخا فقط من هذه الصواريخ امريكية الصنع ، وهو مصمم لاختراق التحصينات والدروع ، وتم استخدامه فى افغانستان وتورا بورا ، ويخترق 6 امتار داخل الاسمنت المسلح ، و 30 متر فى التربة ، ويستخدم فقط فى المناطق الجبلية ، وتم استخدامه بكثرة فى مناطق الانفاق جنوبى القطاع .
وتعتبر من الصواريخ الذكية وتوجه ضمن احداثيات خاصة ، ووزن هذا الصوارخ 2291 كيلو بما يفوق 2 طن وربع ، حيث تم استهداف منزل عائلة الدلو بهذا الصاروخ محاولين الوصول لرئيس اركان كتائب القسام محمد الضيف .
والنوع الخامس هو صواريخ طائرة الاستطلاع ويحتوى هذا الصاروخ على مادة الداين وسرعة شظايا هذا الصاروخ 200 كيلو متر فى الثانية ، وهى اسرائيلية الصنع ، وتستخدم للاغتيالات حيث تم اغتيال احمد الجعبرى بهذا الصاروخ ، ويصل لهدفه خلال خمسة ثوانى بعد انطلاقه ، ووزن الصاروخ 2 كيلو و70 جرام ، وطول الصاروخ 72 سم ، وقطره 130 مل ، وتكمن خطورته فى الشظايا ايضا المكونة من المعدن الثقيل للداين .
وتم استخدام هذا الصاروخ بكثرة بهدف الارشاد لطائرات الاف 16 لتحديد الهدف وليس للتحذير ، حيث تم قصف عدة منازل لحظة سقوطه على الفور من طائرات حربية اف 16.
والنوع السادس هو صاروخ يسمى جيدم وهى صواريخ ذكية جدا حيث تم استخداف بعض الابراج فيها ، حيث يصل للهدف بدقة ، ويحمل رأس الصاروخ كاميرا موجه بالليزر من بعيد ، حيث تم اطلاق كميات كبيرة من هذا الصاروخ من البوارج الحربية فى عرض بحر قطاع غزة ، ويتم التحكم فيه من خلال لاب توب مخصص لذلك ، وبامكانه تدمير مقر عسكرى كامل .
طرق التفكيك وبعض المواقف
ويعمل طواقم الهندسة على تفكيك بعض الصواريخ واخذ الشظايا من المناطق الحدودية لاجراء دراسات على الصواريخ التى تم اطلاقها على قطاع غزة خلال الحرب .
كما اشار الى ان مهام الطواقم تكمن فى لحظة وصولهم للاجسام المشبوهة والصواريخ بفك الصاعق من الصاروخ او التايمر ، والذى قد يكون تعطل نتيجة خلل داخلى عطل انفجاره ، ويتم تفكيكه بمعدات بسيطة ، ونقله داخل العربات لمناطق امنة ، والتعامل بحسب نوعية الصاروخ .
وفى اخطر حالة تم تفكيك صاروخ فيها كانت لمنزل وسط منطقة الشيخ رضوان ، بعدما نزل صاروخ تدميرى اسفل القواعد الاسمنتية لمنزل مكون من عدة طوابق ، حيث تم اخلاء الحى كاملا لانه الصاروخ خطير جدا ويتكون من النيتروجين ويقد يدمر المبنى كاملا ، وقامت شاحنة باقر بالحفر تحت الارض الى ان وصلوا للصاروخ ، حيث تم العثور عليه على عمق 3 امتار اسفل المنزل ، وتم نقله لمكان امن .
وأكد ابو دية فى حديثه الى ان مقتل الشيخ حازم ابو مراد خلال تفكيكه صاروخ نهاية الحرب على قطاع غزة ، قد يكون هدفه هو قتل افراد الطاقم بصاروح مشرك ، حيث قام الشيخ برفقة الطاقم المكونة من ثلاثة شبان ، بحمل الصاروخ لعرضه لطواقم الصحافة التى كانت تقوم بتصوير المهمة ، لينفجر على الفور ويقتل اربعة من طواقم الهندسة واثنين من الصحفيين احدهم اجنبى .
وقال ابو دية لمراسل دنيا الوطن الى ان طواقم ادارة الهندسة قدمت خلال الحرب على قطاع غزة سبعة شهداء ، من ضمنهم اربعة خلال تفكيك الصاروخ ، واخر فى منطقة بيت حانون والشجاعية ورفح ، خلال تأدية واجبهم الوطنى .
وما زالت عشرات الصواريخ فى كل المحافظات ، تحمل مدى الحقد الاسرائيلى على الشعب الفلسطينى ، فهول الصدمة من المشاهد الحقيقة لهذه الصواريخ يذكرنا بالشهداء الذين ارتقوا خلال الحرب .
مارس 11, 2024 0
مارس 11, 2024 0
مارس 03, 2024 0
فبراير 25, 2024 0
فبراير 15, 2024 0
Sorry. No data so far.