خيمة دابوق الخطرة.. بقلم – أسامة الرنتيسي
| نشر في يونيو 10, 2014 11:53 ص | القسم: آراء ومقالات | نسخة للطباعة : 
تستطيع الحكومة والجهات المعنية تأجيل بحث ملفات غير ضاغطة على عصب الحياة العامة في البلاد، وعصب الدولة عموما، لكنها في مواجهة ملف المزارعين يجب ان تكون في حالة اجتماع دائم.
قضية المزارعين تتدحرج منذ سنوات طوال، وهي عابرة للحكومات، وفي كل عام يتوسع الحديث عن القضية، وعن مصير الزراعة والمزارعين في الاردن، وتطرح معالجات شكلية لا تصل الى عمق المشكلة.
المزارعون واتحادهم معتصمون منذ اسابيع، وقد طوروا حالات اعتصامهم، من قذف منتجاتهم في الشارع، الى اغلاق الطريق الدولي في الاغوار، ومواجهات مع قوات الدرك، الى خيمة عزاء في دابوق.
الرسالة واضحة، والقضية بنظر الاتحاد والمزارعين تجاوزت المعالجة الحكومية الى رسالة يريدون ايصالها الى رأس الدولة.
هذه القضية لا تُترك معالجتها للايام، لانها مثل كرة الثلج، تتدحرج ولا يعرف احد الى اين تصل في مبتغاها.
كما لا تُترك لطريقة الحوار التي يريدها وزير الزراعة حتى لو كانت منطقية وصحيحة، ان «أبواب الوزارة مشرعة أمام المزارعين، وعلى استعداد للاستماع لمطالبهم ومحاورتهم وتبادل وجهات النظر معهم».
القضية الآن في الشارع، ومنظر خيمة العزاء في دابوق رسالة خطرة يجب ان لا تتكرر، مثلما تكررت احتجاجات سابقة مقابل الديوان الملكي، وأن لا تكون مكانا وساحة لمحتجين من خارج الوسط الزراعي، بحيث يسكبون بنزينا على النار.
الحالة العامة الصعبة في البلاد، والاقتصادية تحديدا، مهيأة لرفع الصوت بكل الطرق، وبكل الاتجاهات، وقد لا تستثني احدا، ومن لا يجد له مكانا في مؤسسة، وغير مقتنع بجدوى برلمان الشعب، فسوف يرفع صوته في الشارع.
المزارعون يتحدثون عن تهميش وتجاهل متعمدين من قبل الحكومة لقضايا القطاع الزراعي، وعن إعادة جدولة ديون المزارعين، واعادة مياه قناة الملك عبدالله التي حُوِّلت لسد حاجة أهل عمان لحين جر مياه الديسي، وعن إعفاء مستلزمات الإنتاج الزراعي من الجمارك وضريبة المبيعات لتخفيض التكلفة الإنتاجية، ويطالبون بتعويضات عن الخسائر التي تلحق بالمزارع بسبب الأحداث المحيطة، وخاصة على الجانب السوري، حيث أغلقت الأسواق الأوروبية في وجه الصادرات الأردنية.
لماذا لا تتشكل لجنة حكومية ونيابية مختصة بالشأن الزراعي للوقوف على تفاصيل القضية بكل جوانبها، ومعالجتها على طريقة: «لا يموت الذيب….».
إقرأ أيضا
المزيد ..
كاريكاتير
