- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

أوكرانيا تغرق في العنف وموسكو تصف ما يجري بالعمل الاجرامي

الاهالي – سيطر القلق على الكرملين أمس وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي أمس إن “الرئيس بوتين في حالة قلق بالغ إزاء ما يحدث من تطورات ومن طريقة تفسير المجتمع الدولي لهذه الأحداث، وهو في غاية الامتعاض من تصرفات سلطات كييف التي لا يمكن تصنيفها إلا كعمل إجرامي، كما يشعر ببالغ التعاطف والأسى على ضحايا العملية العقابية التي تجريها سلطات كييف في هذه المناطق”.
وكشف بيسكوف أن الرئيس بوتين يتلقى عمليا على مدار الساعة معلومات حول تطورات الأحداث جنوب شرق أوكرانيا من كافة الأجهزة المعنية بل وحتى من وسائل الإعلام، ونحن (في الكرملين) تلقينا خلال اليوم الأخير آلاف المكالمات الهاتفية من جنوب شرق أوكرانيا.. الأهالي يتصلون ويتحدثون عن وضع مروع، وغالبيتهم تطلب من روسيا مساعدة فعلية.
واعتبر بيسكوف أن لا أحد.. لا روسيا ولا أي دولة أخرى غيرها تستطيع بعد الآن أن تؤثر على قرار سكان جنوب أوكرانيا الذين استشعروا خطرا على حياتهم.
وقال: “لايمكن إقناع هؤلاء الناس بإلقاء السلاح على خلفية التهديدات المباشرة لحياتهم من قبل المتطرفين والقوميين والقوات المسلحة التي تنفذ أوامر إجرامية وتقتل شعبها”.
في السياق نفسه اعتبر بيسكوف أن “موسكو لا تستطيع منفردة بمعزل عن الحوار مع شركائها الأوربيين تسوية الأزمة السياسية الداخلية في أوكرانيا”.
كذلك اعتبر بيسكوف أن ما يحدث في جنوب شرق أوكرانيا يؤكد مرة أخرى صوابية موقف روسيا حيال شبه جزيرة القرم وقال: “لو أن بوتين لم يتخذ موقفا حازما، ولو أن سكان القرم لم يصوتوا لصلاح الانضمام إلى روسيا لكنا شهدنا ربما اليوم إراقة دماء كما في جنوب شرق أوكرانيا”.
يذكر أن 42 شخصا قتلوا على الأقل في اشتباكات بالشوارع في جنوب أوكرانيا بين جماعات موالية ومعارضة لروسيا وانتهى الأمر بحصار موالين لموسكو في مبنى اشتعلت فيه النيران.
وأطلق موالون لروسيا في شرق أوكرانيا سراح سبعة مراقبين عسكريين أوروبيين أمس بعدما احتجزوهم ثمانية أيام في حين مضت كييف في عملية عسكرية تستهدف انتزاع السيطرة على المنطقة من الموالين لروسيا.
ووسعت الاشتباكات أيضا نطاق العنف من معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا الى منطقة بعيدة عن الحدود مع روسيا مما ينذر بتفشي الاضطرابات على نطاق أكبر.
ووضع أشخاص الزهور بالقرب من الأبواب المحترقة لمبنى نقابة العمال وأضاءوا الشموع ووضعوا أعلام البلدة. واختفت ملامح مخيم محترق لمتظاهرين موالين لروسيا في مكان قريب. وتحدث البعض عن الذعر الذي أصابهم بسبب ما حدث.
وفي مستشفى قريب اصطف سكان للتبرع بالدم وتفقد آخرون الأدوية المطلوبة حتى يذهبوا لإحضارها.
وقال أوليج كونستاتينوف وهو صحفي بموقع إلكتروني محلي إن الرصاص كان يتطاير قبل الحريق وأضاف أصبت في ذراعي ثم بدأت في الزحف ثم أصبت في الظهر والساق.
من ناحية أخرى، قال جهاز الأمن في أوكرانيا إن جماعات مسلحة من منطقة تراسدنيستريا الانفصالية في مولدوفا ومجموعات روسية تعمل على تأجيج اضطرابات في مدينة أوديسا الجنوبية.
وقعت الأحداث الدامية في أوديسا في نفس اليوم الذي اتخذت فيه حكومة كييف كبرى خطواتها لتأكيد سيطرتها على مناطق الانفصاليين في الشرق بعدما أعلن الانفصاليون قيام (جمهورية دونيتسك الشعبية).
ويريد الانفصاليون في الشرق إجراء استفتاء يوم 11 أيار (مايو) على الانفصال عن أوكرانيا على غرار استفتاء أجرته شبه جزيرة القرم وانضمت بعده الى روسيا.
وأسقط انفصاليون في بلدة سلافيانسك الشرقية طائرتي هليكوبتر أوكرانيتين الجمعة وقتلوا اثنين من الطاقم وعرقلوا تقدما للقوات الاوكرانية في عربات مصفحة. وقالت الحكومة أمس إنها مستمرة في العملية بشرق البلاد لليوم الثاني.
وقال وزير الداخلية ارسين افاكوف في رسالة عبر موقع فيسبوك لن نتوقف. وأضاف أن القوات الاوكرانية فرضت سيطرتها على برج بث تلفزيوني في كراماتورسك قرب سلافيانسك وأن المرحلة النشطة من العملية استمرت في الفجر.
وكانت وسائل إعلام روسية أفادت الليلة الماضية بأن قتالا يدور قرب كراماتورسك ونقلت عن مصادر طبية قولها إن شخصا قتل وأصيب تسعة. وقال الانفصاليون إن ثلاثة مقاتلين ومدنيين اثنين قتلوا أثناء تقدم القوات الاوكرانية في البلدة.
وقال رئيس مركز مكافحة الإرهاب في أوكرانيا فاسيل كروتوف إن قتالا عنيفا دار في البلدة الواقعة جنوبي سلافيانسك معقل انفصاليين موالين لروسيا.
وذكرت الداخلية الاوكرانية أن قوات أوكرانية استعادت السيطرة على مقر أمني في البلدة.
وألقى العنف في أوديسا بظلاله على العملية العسكرية في الشرق. وشهدت البلدة بعض التأييد للانفصاليين لكنه لم يصل الى حجم اشتباكات. وقالت الشرطة ان أربعة أشخاص قتلوا بينهم ثلاثة بالرصاص وأصيب العشرات في معارك لم يسبق لها مثيل بين أنصار لكييف ونشطاء موالين لروسيا. وانتهت الاشتباكات بحصار الانفصاليين في المبنى الذي اشتعلت فيه النيران. وأظهرت لقطات تلفزيونية قنابل حارقة تنفجر في جدران المبنى.
وقال بيترو لوتسيوك قائد الشرطة المحلية أمس ان أكثر من 130 شخصا اعتقلوا وقد يواجهون اتهامات من ارتكاب أعمال شغب الى الشروع في قتل.
واحتجز انفصاليون مراقبين عسكريين كانوا في مهمة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الرابع من نيسان (ابريل) وأصبح احتجازهم مسألة دبلوماسية مهمة بالنسبة للغرب وقد يساعد إطلاق سراحهم في تخفيف الضغط على موسكو.