- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

يوم الأرض .. يوم الوفاء وتأكيد الهوية الوطنية.. بقلم – احمد العجلة

يُحيي أبناء شعبنا الفلسطيني بمختلف أطيافه السياسية في الثلاثين من آذار كل عام، وفي كافة أماكن تواجده ، ذكرى يوم الأرض ، وذلك تخليداً لذكرى الشهداء الأبرار الأكرم منا جميعا، الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم ورووا تراب فلسطين، دفاعاً عن الأرض والعرض والوطن والهوية والبقاء.  ويوم الأرض هو يوم انتفاضة الغضب الفلسطيني التي فجرها أهلنا في الداخل المحتل أهلنا الصامدين المتجذرين في وطنهم الأبدي فلسطين، والذين هبوا هبة رجل واحد قبل 38 عاماً في وجه مصادرة وتهويد الأراضي العربية الفلسطينية، وضد سياسة القهر والاضطهاد والظلم والتمييز العنصري وهدم البيوت العربية، محطمين بذلك حاجز الخوف والعجز مرددين بصوت عالٍ ومسموع قائلين لمهندسي وصنّاع مشاريع التهجير والتهويد والاقتلاع العنصرية :إننا هنا صامدون كالجبال والصخور، إننا هنا راسخون كالصبار والسنديان والزيتون إننا هنا باقون في يافا وحيفا وبيسان وعسقلان وزهرة المدائن، إننا هنا شامخون كطائر الفينيق في كل موقع ومكان في ارض فلسطين الحبيبة .
انه يوم الأرض والذي فيه تُكمل الشمس دورتها في فلك الزمان لتُعلن أن فلسطين كل فلسطين لنا: أرضاً وماءً وسماء من البدء حتى قيام الساعة.  انه يوم الأرض ، وفي يوم الأرض تنتفض النسور الجريحة في قمم الجبال ، لتُعلن أن فلسطين وطن الحرية والكرامة والشموخ من صرخة الميلاد إلى زفرة الممات.
يوم الأرض التي دائما وأبدا هي محور الصراع بيننا وبين عدونا, أرض بلَا شعب, لشعب بلَا أرض لكن أرضنا الحبيبة ما كانت يوما بلَا شعب, فهي منا ونحن منها . فيوم الأرض يجب ألا يكون مجرد ذكرى وطنية يُحتفل بها فقط ، بل هو رمز كفاحي خالد ، وحدث تاريخي بارز في سجلات النضال الوطني والسياسي الفلسطيني ، الذي تخوضه جماهيرنا العربية في الداخل المحتل . وقد شكل نقلة نوعية وانعطافة مفصلية هامة في حياة وتاريخ شعبنا في معاركه البطولية دفاعاً عن الوجود والحياة والكرامة والمستقبل في هذا الوطن ، الذي لا وطن لنا سواه، ولن نرضى بديلاً له. وهو يحمل بين طياته كل معاني الصمود والتحدي والعنفوان والشموخ والمقاومة الشعبية الصلبة لكل مشاريع ومخططات الترانسفير والتهويد والتهجير، ولأجل صيانة الهوية الوطنية الفلسطينية. انه يوم فلسطيني شامل وجامع لكل القوى والشرائح الاجتماعية والسياسية لشعبنا الصابر الصامد المناضل والمقاوم للقهر والظلم والتمييز العنصري .
ولذلك احتفالات ذكرى يوم الأرض يجب أن تكون بمستوى الحدث وان لا تفرغه من مضمونه النضالي وبعده الوطني والسياسي والوجودي فالأقلية الفلسطينية تعاني الحصار والخنق الاقتصادي والحرمان من ابسط حقوق المواطنة وتتهددها سياسة المصادرة ونهب الأرض في النقب والمثلث والجليل، وسياسة التهويد والتهجير والاقتلاع من الوطن. ويجب أن تتوحد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة ..
ولتكن ذكرى يوم الأرض يا أبناء شعبنا المجيد انطلاقة تجديدية ونهضوية ، وتصعيداً للكفاح والنضال السياسي والوطني الموحد في سبيل البقاء والحياة والتشبث عميقاً في ثرى الوطن ، والدفاع عن البيت والأرض والإنسان الفلسطيني .
ألا يكفي أن هذه الذكرى الحزينة تأتي إلينا عام بعد عام وشعبنا الصابر مازال يعاني من عمليات مصادره الأراضي وبناء وتوسيع والمستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد للقدس والحصار الظالم والعدوان والمجازر الوحشية المتمثلة بارتكاب عمليات القتل والاغتيال وهدم البيوت وتشريد سكانها، ناهيك عن الانقسام البغيض الذي ينهش جسد الوطن ويسلب القضية الوطنية وهجها وزخمها .
إن المطلوب هو إعادة الوهج والهيبة ليوم الأرض وللقضية الوطنية الخالدة ، وحشد أكبر تأييد لقضيته العادلة على كافة الصُعد والميادين للتضامن مع حقه المشروع في بناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وبناء مجتمع العدالة الاجتماعية المنشود. ومزيدا من الصمود والشموخ في وجه كافة المشاريع التصفوية التي تهدف إلى تكريس الاحتلال وتنفيذ مؤامراته بالقضاء على تطلعات شعبنا وطموحاته المشروعة في التحرر والعودة والاستقلال.
عاشت ذكرى هذا اليوم الأغر، وتحية إجلال وإكبار لشهداء الأرض الأبرار (خير ياسين وخديجة شواهنة ورأفت الزهيري وخضر خلايلة ورجا أبو ريا ، شهداء شعبنا (. وسلاماً لهم ولأرواحهم الطاهرة  ..