- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

تجربة الأسير سامر العيساوي تستحق التقدير.. بقلم – عباس الجمعة

تعجز الكلمات عند الحديث عن الأسير المناضل سامر العيساوي، ابن مدرسة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لأن كل الكلمات تقف حائرة ونحن نعبر عن معنى السجن وعذاب السجان، وتعجز أكثر عندما تريد التعبير عن بطولات الأسرى وصمودهم وتحديهم، بمواجهة إدارة السجون التي لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين أسير وآخر، فالكل مستهدف، وان انتصار البطل سامر هو من اجل استكمال مسيرة الدفاع عن كرامة وشموخ وكبرياء الشعب الفلسطيني والعربي خلف القضبان.

ونحن نفتخر بسامر العيساوي كما افتخرنا بمحمد التاج وقبله بسمير القنطار، فهذا المناضل امتلك إرادة النصر على أعتى القوى الفاشية والمتغطرسة، فهو رفض كل أشكال المساومات، متسلحاً بإرادة وقرار جريء وعزيمة لا تلين، فهذه إرادة الأسرى الأبطال تقول لا بد للقيد ان ينكسر، رغم أنف السجان والاحتلال وغطرسته، ومن هنا عندما وقف سامر ليخوض معركته معركة الأمعاء الخاوية ومعه الأسرى المناضلين فكان هو يشكل عنفوان فلسطين مع رفاقه القائد احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” والقائد وائل سمارة عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية والقائد باسم الخندقجي والقادة وأعضاء المجلس التشريعي وكافة الأسرى والأسيرات بمواجهة الواقع المرير، رغم تصاعد تلك الإجراءات بحقهم لتصل في مرحلة متقدمة إلى التصفية الجسدية، ولهذا نقول بأن هناك خطر حقيقي على حياتهم.

إن الأسير المناضل سامر العيساوي الذي تنشق الحرية بعد أشهر من إضرابه عن الطعام، لا يمكن إلا أن يشكل مع الأسرى المناضلين والمناضلات بصمودهم عنوان القضية الفلسطينية، فهم مفخرة لكل فلسطيني وعربي، كيف لا وان فلسطين أنجبتهم، ليثأروا بنضالهم لكل من هو فلسطيني وعربي عانى من الاحتلال وبطشه وبالتالي ان النضال من أجل حرية الأسرى، هو واجب وطني وقومي وعلى الجميع العمل بهذا الاتجاه.

وأمام هذا اليوم العظيم نتوجه بتحية الإكبار والإجلال والتقدير للحركة الأسيرة وشهدائها وقادتها وفي مقدمتهم الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية القائد الشهيد الكبير الأسير محمد عباس “ابو العباس” الذي استشهد في أقبية التحقيق ومعسكرات الاعتقال وهو يواجه الجلاد المحتل الأمريكي الصهيوني الذي لم يتمكن من كسر إرادته حيث شكل باستشهاده شاهداً على حقيقته العنصرية الإجرامية، والقادة الشهداء عمر القاسم ووليد الغول وقاسم أبو عكر وإبراهيم الراعي والعديد من الشهداء الذين رسموا لنا الطريق من اجل استعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني  بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس رغم كل الظروف المؤلمة التي نمر بها.

وغني عن القول نقول بكل وضوح ان هناك أمانة يجب ان نمضي فيها من اجل الحفاظ على دور الحركة الأسيرة بكافة هيئاتها ومؤسساتها ولجانها باعتبارها تشكل من خلال تمسكها بإرثها النضالي العريق ومسيرتها الرائدة نقطة تحول مضيئة بحمل الأمانة في الدفاع عن كل الأسرى والمعتقلين.

ومن هذا الموقع نتوجه بالتحية لرفاقنا الأسرى وفي مقدمتهم القادة وائل سمارة ومعتز الهيموني ووائل أبو شخيدم وشادي أبو شخيدم وبقية رفاقهم والبحث عن آلية والعمل وفق خطة ممنهجة للتضامن معهم ومع كافة أسرى وأسيرات الحرية هؤلاء الأبطال الذين آمنوا بأن النضال داخل قلاع الأسر ليس بأقل من خارجه وهم يخوضون معركة الحرية، ويتطلعون إلى تحريرهم وعدم إبقائهم رهينة في قبضة الاحتلال لعقود قادمة.

وأمام كل ذلك نقول ان  خيار الأسير القائد المقدسي سامر العيساوي  وتجربته ونضالاته وتضحياته تسجل نماذج صارخة في التضحية والفداء والصمود والنضال، فهؤلاء الأسرى بحاجة ماسة لوحدتنا وللعمل الجدي من أجل إعادة الاعتبار لقضيتهم على كافة المستويات وتجنيبهم آثار الانقسام وتداعياته الخطيرة، وتفعيل الأنشطة المساندة لهم ولقضاياهم العادلة وفق خطة إستراتيجية متكاملة تعتمد على العمل التراكمي في الفعل، وبالاستعانة بمؤسسات حقوق الإنسان وهي كثيرة ورائدة في فلسطين، ففعلنا ضعيف لا يوازي حجم الجرائم التي ترتكب بحق أسرانا، فلننفض غبار الكسل ولننطلق صوب الفعل المؤثر لدعم الأسرى البواسل الذين يتعرضون للقتل البطيء من خلال منظومة من الانتهاكات الجسيمة والقوانين التعسفية والجرائم متعددة الأشكال.

ختاما لا بد من القول: ان تجربة المناضل سامر العيساوي تستلهم العبر التي يجب ان نبني عليها، وهي  دعم صمود الاسرى والاسيرات الابطال لخطوتهم  النضالية لانهم مناضلون في سبيل الأهداف التي امنوا بها وهي تحرير الارض والانسان، وليس تقديم التنازلات، فلسطين كلها أسيرة ولا مخرج إلا بمواصلة النضال.