- الأهالي - https://www.hashd-ahali.org/main/ahali -

عباس ..حذار من الاعتراف بيهودية “إسرائيل”!!.. بقلم – أسعد العزوني

بات في حكم المؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السوداني المولد ورجل الأعمال الأمريكي سابقا ، بيبي نتنياهو، لم يكن عند بدء مفاوضات واشنطن قبل نحو ثلاثة أشهر، يرغب يالسلام ، رغم أنه أجبر وزير خارجية أمريكا السيناتور جون كيري على التحايل على العرب والفلسطينيين والضغط عليهم في عمّان للقبول بالجلوس مع الإسرائيليين في مفاوضات مباشرة ، ولكن سرية ، لمدة تسعة أشهر ، وجل ما قدمه نتنياهو للفلسطينيين هو إطلاق 124 معتقلا فلسطينيا في المعتقلات الإسرائيلية، وعلى أربع دفعات آخرها عند إنتهاء المفاوضات حتى يجبر الفلسطينيين على عدم الإنسحاب منها.
وهذا بحسب علم المنطق يندرج تحت خانة التدليس والغش والتزوير ، بمعنى أن ما جرى ويجري كان صفعة ليس للفلسطينيين فحسب، بل للعرب ‘المعتدلين’ وللمجتمع الدولي، الذي عماه خوفه من عودة يهود يحر الخزر إليه للتخريب من جديد ،ولم يقم بواجبه تجاه العدالة الإنسانية المتعلقة بالشعب الفلسطيني.
آخر تقليعات نتنياهو التي يتحدى فيها العرب ‘المعتدلين’ والمجتمع الدولي ،الذي يمثل الشيطان الأخرس لسكوته عن الحق ،مناشدته في خطاب علني من الكنيست ،اليوم وقوله لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس :’تعال إلى الكنيست وإعترف بيهودية إسرائيل وبحق اليهود في فلسطين وإرتباطهم بها منذ أربعة آلاف عام،وأنا سآتيك إلى رام الله وأقول بضرورة وجود شيء إسمه فلسطين’.
التحذير ذاته منوط بالأردن الرسمي الذي يتوجب عليه عدم التورط في هذا المشروع ،لا من قريب ولا من بعيد ، لأن تهويد ‘شرق الأردن’ سيتبع تهويد فلسطين، فلعاب يهود بحر الخزر ما يزال يسيل على مرتفات جلعاد والبلقاء عموما كسياج طبيعي لهم ،وكذلك قلعة عجلون وما يحيط بها ، وسهول وسهوب مأدبا ومياه الأزرق .
لقد رفض الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان يهودية إسرائيل وشطب النص وكتب بخط يده ‘دولة إسرائيل’، وهذا يعني إستحالة قيام دولة يهودية خالصة في إسرائيل لأن ذلك إعتداء صارخ على ما تبقى من حقوق لمن يعيشون في إسرائيل حاليا من غير اليهود وفي مقدمتهم أصحاب الأرض الشرعيين وعددهم يربو على مليون 1.25 فلسطيني يعيشون أصلا بمستوى الدرجة العاشرة قياسا بيهود بحر الخزر الذين يحتلون فلسطين.
آثارهم تدل عليهم، هكذا يقول المثل الدارج ، ولكن اليهود يفتقدون لأي أثر يدل عليهم في فلسطين، وهاهم يواصلون الحفريات في فلسطين عموما والقدس بشكل خاص ،منذ أيام العثمانيين ، حيث إتبعوا نظام المقاولة مع الخبراء والحفارين الغربيين ، ودلسوا على العثمانيين بقولهم انهم يبحثون عن مياه جوفية لحل مشكلة المياه في فلسطين،علما أنهم كانوا يحفرون عل وعسى أن يجدوا ولو قطعة فخار تدل على وجودهم في فلسطين ليقيموا الدنيا ولا يقعدوها فرحا ،بأن كذبتهم تحولت إلى حقيقة ، كما أنهم تولوا بأنفسهم الحفر في القدس على وجه الخصوص بعد إحتلالها عام 1967 وما يزالون، ومع ذلك ذهبت جهودهم سدى ولم يجدوا شيئا يدل عليهم ، وجل ما وجدوه هو أدلة دامغة على عدم وجودهم فيها ،لأن ما وجدوه يخص المسلمين والعرب لاحقا.
الأرض في فلسطين ‘بتتكلم’ عربي حتى لوغاب عنها العرب ، وصاحب الحق ليس بحاجة لمن يعترف به ويقر بحقه، ولو كان يهود بحر الخزر أصحاب حق في فلسطين لما طلبوا من عباسا القدوم إلى الكنيست للإعتراف بهم وبحقهم في فلسطين فلديهم من القوة والقدرة على التدليس ما يكفيهم لفرض الواقع الجدي في فلسطين ،ولكن إلى حين.
كما أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة لإعتراف نتنياهو بحقهم في الحياة، وتحضرني هنا قصة المرأتين اللتين تنازعتا على طفل ، إحداهما أمه الحقيقية التي ولدته من بطنها بعد أن حملته في احشائها تسعة أشهر بالتمام والكمال وأحست بكل نبضة من نبضات قلبه ، وبكل حركة من حركاته وهو في أحشائها ، أما الثانية فهي مفترية أرادت الإستيلاء على الطفل لأنها عاقر.
بعد العديد من الجلسات التي عقدها القاضي النزيه لحل المشكلة ، لم يتم التوصل رغم حصافته لأي نهاية إيجابية، فهداه تفكيره الحصيف إلى حل درامي وهو تقسيم الطفل المتنازع عليه إلى نصفين ويكون لكل إمرأة منهما النصف ..وافقت الأم المدعية لأنه ليس فلذة كبدها بينما أمه الحقيقية صرخت ووقعت مغشيا عليا خوفا على وليدها، عندها ادرك القاضي النزيه أنها هي الأم الحقيقية..